الخميس، 22 ديسمبر 2011

أفضل الحلول الممكنة...قراءة فى ضوء التجربة التركية

سواء اختلف البعض منا أو اتفق بشأن تركيا وحزب العدالة والتنمية إلا أنه ينبغى لنا أن ننظر إلى تلك التجربة و نتعلم منها بجدية فقد وصل الحزب إلى السلطة عام 2002 فى ظل بلد تحكمه الجنرالات التى بزعم حماية القيم العلمانية فى تركيا قامت بإنقلابات عدة ضد كثير من الحكومات سواء إسلامية أو لا أشهرهم الانقلاب الذى تم ضد رئيس الوزراء الأسبق أربكان ذو التوجه الإسلامى ،فى ظل بلد بمثل هذه الظروف ماذا فعل حزب الحرية والعدالة بقيادة أردوجان ؟
1-طمأنة القوى المتخوفة من الحزب ذو التوجه الإسلامى بالتأكيد على علمانية الدولة.
2-محاولة تحييد الجيش وجنرالاته وعدم الدخول فى صدام مباشر معهم خاصة فى الفترة الأولى من حكم الحزب.
3-بناء دولة حديثة واقتصاد قوى و الانغلاق شبه التام سياسيا بمعنى التركيز على البناء بدون أى فاعلية سياسية خارجية بإستثناء محاولات مستميتة من تركيا لدخول الاتحاد الأوروبى.
و بعد تلك النجاحات بدأ الحزب فى إظهار قوته
فماذا كان رد الفعل من العسكر بعد نجاح الحزب الساحق ؟
2007( -- هيئة الاركان العامة تتدخل في الانتخابات السياسية بارسال بيان عبر البريد الالكتروني وصفه منتقدون بأنه "انقلاب الكتروني". واثار الاجراء رد فعل عاما غير مسبوق من الحكومة. وانتخب عبدالله جول الذي عارض الجيش انتخابه رئيسا للبلاد وفاز حزب العدالة والتنمية الحاكم بنصر ساحق في الانتخابات البرلمانية بعد ذلك. -- ظهرت على الساحة لاول مرة جماعة عرفت باسم ارجنيكون في يونيو حزيران عندما تم ضبط مخبأ يحتوي على مواد متفجرة في غارة للشرطة على منزل باسطنبول. وقال المدعون ان الجماعة كانت تخطط لعمليات اغتيال وهجمات بالقنابل لزعزعة الاستقرار ولتمهيد الطريق لتدخل عسكري جديد.

2008/9 -- اعتقال الجنرالين المتقاعدين سينر ايرويجور القائد السابق للقوات شبه العسكرية وهورسيت طولون القائد السابق للجيش في يوليو تموز 2008. الجيش ينفي اي علاقة بالجماعة المعروفة باسم ارجنيكون. -- اكثر من مائتي شخص بينهم جنرالات كبار يمثلون بالفعل للمحاكمة بتهمتين سابقتين في القضية.)
 ثم تختتم ردة فعل العسكر فى بداية 2010 بمحاولة انقلاب أخرى شارك فيها 17 جنرال و 4 ضباط برتبة لواء بحرى و أيضا 28 ضابط ممن يوصفون برفيعى المستوى من ضمنهم قائد سلاح الجو الأسبق و أيضا قائد سلاح البحرية الأسبق.

لم يضع الحزب وقتا بعد كل ذلك فدعا فى نهاية 2010 إلى تعديلات دستورية نصت على  إعادة هيكلة أجهزة القضاء، وزيادة الحريات والحقوق الفردية والجماعية، وتغيير بعض الصلاحيات المتعلقة بالجيش،و ينجح الحزب للمرة الثانية و بأغلبية فى ذلك الأستفتاء و إذا نظرنا إلى بعض نصوص التعديلات سندرك أن الحزب نجح فى أن يكون قوة تقف فى وجه العسكر فى تركيا فالإصلاحات طالت القضاء العسكري، الذي لم يعُـد من مهمّـته حصريا محاكمة العسكريين، حيث أصبح ذلك من صلاحيات المحاكِـم المدنية في حالات لا تتعلّـق بمُـخالفات عسكرية داخلية. إضافة إلى ذلك، لم يعد لمجلس الشورى العسكري الأعلى، حرية التصرّف بطرد الضبّـاط والجنود من الجيش، من دون أي مراجعة. وأصبح للمطرودين الحقّ باستئناف قرار طردِهم أمام المحاكم المدنية، وهنا يجدر التذكير بأن المطرودين خلال السنوات الماضية، يعدّون بالمئات.

الخلاصة أن السياسة هى فن الممكن و إذا كان من الممكن إخراج العسكر فى مصر بنفس الطريقة فلماذا لانسلك ذاك المنهج وهذا الطريق؟طريق الانتخابات الذى بدأ بالفعل و الذى تحاول كثير من القوى فى مصر الان تعطيلها أو إعطاء الفرصة ربما بدون قصد للعسكر لتعطيلها و إضاعة فرحة هذا الشعب بديمقراطيته و أيضا إعطاء الفرصة للعسكر لإستعمال مزيد من العنف وربما فرض أحكام عرفية تأتى فى الطريق.
إن الأستلهام من التاريخ وقراءته ربما يعلمنا بعض الأشياء فليس بحسن النوايا وحدها تبنى الأمم و ربما حين يقرأ البعض منا التجربة التركية لا يرى إلا نجاحا للأسلاميين ضد العلمانيين ولا يرى نجاحا للشعب و قواه المدنية ضد العسكر الذين سيطروا على البلاد منذ انقلاب أتاتورك و حتى حجمهم أردوغان ورجاله.

الخلاصة ينبغى أن نراجع أن أنفسنا و أن نبحث دائما عن الأصلح فى ظل الممكن فالعسكر فى مصر يبحثون عن خروج امن و يتملكهم رعب من مصير ربما يكون كمصير مبارك و أعتقد أنه ينبغى أن نصبر إلى أن تنتقل السلطة من بين أيديهم بطريقة ربما هى الأفضل و هى فرصتهم الأخيرة فى نفس الوقت (الانتخابات) ثم يحين وقت الحساب.

السبت، 14 مايو 2011

أنا كمان أؤيد البرادعى من أول مرة سمعته بيتكلم لما مبارك كان بيكرمه بعد ما أخذ جائزة نوبل ............نفسى الاقى المقطع ده

   
 بقلم بلال فضل
لامني صديق لأنني أعلنت في أكثر من موضع تأييدي المبكّر للدكتور محمد البرادعي كمرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، قائلا إنه كان يتوقع مني أن أكون حياديا، وفوجئت بأن عددا من القراء يشاركون صديقي في هذا اللوم؛ نظرا للاعتقاد الشائع لدى البعض أن كاتب الرأي يفترض به أن يعبّر عن آراء القراء، مع أن كاتب الرأي لا يفترض به أبدا أن يكون حياديا، بل يجب أن يكون منحازا لموقف ما في جميع القضايا المطروحة، تاركا للقارئ حق الاقتناع برأيه أو رفضه أو حتى لعنه.

أيوه، أنا أحب الدكتور محمد البرادعي، وأؤيده كمرشح رئاسي؛ ليس لأنه لعب دورا في اندلاع الثورة لا ينكره إلا جاحد، فالثورة أكبر وأعظم من أن تُنسب إلى شخص أو إلى جيل أو حتى إلى ميدان بعينه، بل أؤيده لأنني أرى أنه يمكن أن يقدّم الكثير لمصر من خلال المشروع الحضاري الشامل الذي يمتلكه، وبفضل رؤيته العالمية التي يمكن أن تضع مصر في المكان الذي يليق بها؛ لأنني أعتقد أن جزءا من خلاص مصر يكمن في أن يتخلى قادتها عن محليتهم المفرطة ورؤيتهم الضيقة.

بالطبع من حقك أن تختلف معي حول رؤيتي للبرادعي ومشروعه، من حقك أن تكرهه أو تعارضه وتنحاز لأي مرشح رئاسي آخر، خاصة أن الساحة أصبحت ملأى بالمرشحين الرئاسيين المحترمين والحمد لله.

من حقك أن تعتبر إقامته خارج مصر لفترة طويلة عيبا ينتقص منه، مع أنني أراه ميزة تحسب له؛ لأنها تجعله قادرا على رؤية مشاكلنا بشكل مختلف ربما كنا أحوج إليه الآن.

من حقك أن تراه فاقدا للجاذبية والكاريزما، مع أن ذلك تحديدا ما يشدني إليه أكثر من كل مرشح يمتلك جاذبية ربما فرحنا بها الآن وبكينا بسببها غدا، عندما تصنع منه الجماهير طاغوتا جديدا.

من حقك أن توجّه أي اتهامات موضوعية للرجل، لكن ليس من حقك أن تصيب هذا الرجل بجهالات ظالمة ترددها دون أن تتبين من مصدرها أو تناقشها قبل أن تتبناها، كأن تردد مثلا أنه لعب دورا في تدمير العراق، مع أنك لو دخلت إلى شبكة الإنترنت وبذلت بعض المجهود، لوجدت نصوصا مصورة ومترجمة تعرض مواقف الرجل المشرفة التي وقف فيها ضد الجبروت الأمريكي وقفة أكسبته احترام العالم المتقدم الذي لا يؤمن بالعنعنة والإشاعات، أو أن تردد ما يقوله بعض المغرضين عن كون البرادعي جزءا من مخطط إسرائيلي لحكم مصر، مع أنك لو بحثت في مواد الصحف الإسرائيلية المترجمة عن العبرية، لعرفت أن إسرائيل ربما تكون مرتاحة أكثر لمرشح رئاسي يشيع البعض أنه عدو إسرائيل، لن أقول لك اسمه، ابحث بنفسك واعرفه.

هنا تحديدا أدعوك لقراءة ما أرسله لي الباحث المصري الذي يدرس الماجستير الآن في الولايات المتحدة الدكتور على سامي مجاهد عن رأي في الدكتور البرادعي أعلنه مثقف شهير معادٍ للصهيونية، وهو واحد من أعدى أعداء إسرائيل في العالم، لعلك تستفيد منه بعض الشيء وأنت تبني رؤيتك للرجل، ولعلها تكون فرصة لكي تحاول البحث عن إجابات بنفسك لجميع الأسئلة التي قد تثور في ذهنك بعد قراءة هذه الرسالة.

يقول الدكتور على سامي مجاهد في رسالته: "الغرض من كتابة هذه السطور هو نقل ما سمعته وتناقشت فيه مع الدكتور نورمان فنكلستين، قد يتهمني البعض بأني أروّج للدكتور البرادعي في صراع رئاسة الجمهورية، ولكني أؤكد أن هذا ليس غرضي الأساسي هنا، وإنما غرضي هو توصيل وجهة نظر ورؤية أحد أهم العلماء والمناضلين في العالم، فيما يتعلق بمسائل الشرق الأوسط السياسية بصفة عامة، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني بصفة خاصة.

ونورمان فنكلستين، لمن لا يعرفه، هو أستاذ علوم سياسية يهودي، أُحرق والداه وكثير من أفراد عائلته في الهولوكوست، وعلى الرغم من ذلك فـهو من أكثر المدافعين عن القضية الفلسطينية في العالم، ويؤكد دائما أن ما حدث لعائلته يحتم عليه أكثر أن يكون ضد الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، على حد قوله، وفي هذا السياق، أعتقد أن هذا الرجل من المؤكد أنه قدّم للقضية الفلسطينية أكثر كثيرا من الكثير من العرب والمسلمين في آخر عشر سنوات على الأقل. هذا المقطع أحد المقاطع المعبرة عما أقول هنا:


وقد كنت محظوظا أن حضرت محاضرة له هنا في جامعة جورجيا تك (حيث أدرس للحصول على الدكتوراه)، بل كنت محظوظا أكثر أن أتيحت لي الفرصة للتحدث مع الرجل لمدة حوالي نصف ساعة.

أما عن المحاضرة فقد كانت محاضرة رائعة، لخص فيها رؤيته المنطقية للغاية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال آخر أربع سنوات، وعلى الرغم من أهمية ما قاله ﺇلا أنه ليس الغرض من هذا المقال، ولكن استوقفني شيء قاله، وكان محور حديثي معه بعد المحاضرة، وهو ما أردت أن أشرككم معي فيه هنا. فقد قال الدكتور فنكلستين أثناء تحليله لمستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إنه يرى أن أكبر تهديد لإسرائيل حاليا خصوصا في خضم الثورات العربية هو وصول الدكتور البرادعي للسلطة في مصر، قائلا بالنص في محاضرته:

"البرادعي لمن لا يعرفه هو الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية، وهو نفس الشخص الذي وقف بمنتهى الشجاعة أمام الولايات المتحدة ﺇبان محاولاتها أخذ الشرعية الدولية لغزو العراق، وقال إنه ليس هناك أي دلائل لوجود أسلحة دمار شامل هناك.

هذا الرجل أنا أعرفه جيدا وأعلم أنه بالإضافة إلى أنه سياسي محنك، هو شخص ذو مبادئ ومستقل، وقد كان ذلك أيضا واضحاً في تصريحاته أثناء اشتراك مصر في محاصرة غزة. لذلك فوصوله للسلطة في مصر سيعطي مصر الاستقلالية، التي ستجعلها تقف دبلوماسيا ضد مصالح إسرائيل، وهذا آخر شيء يريدونه هناك. فـإذا أضفنا البرادعي مع حسن نصر الله نجد إسرائيل في موقف خطير لم يحدث لها من قبل في السنوات الأخيرة على الأقل.

ولكن دعوني أؤكد مرة أخرى، طريقة نصر الله تختلف تماما عن البرادعي، حيث يؤمن الأول بما يسميه المقاومة المسلحة، بينما الآخر سياسي محنك يؤمن بالمواقف الدبلوماسية الاستقلالية والديمقراطية الشعبية، وهذا اختلاف واضح بينهما، ولكن لا ينفي أنهما يشتركان في كونهما تهديدا لمصالح إسرائيل".

الحق أنني على الرغم من أن كلامه أسعدني بمدحه في مواطن مصري قبل أي شيء، فإني قد شعرت بالأسى والحزن والخزي والعار عندما قال شهادته على موقف البرادعي من حرب العراق (وهنا مفارقة غريبة؛ لأن الحديث لم يكن عن حرب العراق البتة، ولم يكن أساسا على مصر بأي طريقة مباشرة). قطعا تعلمون سبب حزني، في أن أسمع شهادة فخر واعتزاز بعالم مصري، على بعد آلاف الأميال عن مصر من شخص أمريكي، وأرى علامات الإعجاب والتقدير على وجوه الحاضرين من مختلف الجنسيات، وفي نفس الوقت كنت قد تناقشت وقرأت من قبل وأعلم رأي الكثير من أبناء وطني الذين لم يزالوا مخدوعين ومصدقين لصورة الرجل المضللة التي شوهها إعلام النظام البائد!!! بل لقد رحت أفكر ماذا سيكون رد فعل الدكتور نورمان وكل الحاضرين لو قلت لهم إن كثيرا من المصريين يعتبرون الرجل "عميلا أمريكيا" أو "هو اللي دخّل أمريكا العراق"، على حد قولهم، وغيرها من الاتهامات السخيفة والمستفزة.

المهم أنني حاولت، بعدما سمعت كلامه هذا، أن أتناقش معه بعد المحاضرة، وقد نجحت في ذلك كما وضحت سابقا، فبعدما شكرته على محاضرته، وعرّفته بنفسي، سألته عن رأيه في البرادعي بالتفصيل، فقال: "الحقيقة أن البرادعي من أكثر الشخصيات التي عرفت احتراما، هو سياسي محنك، بارع في المفاوضات، لديه عزة نفس، وثبات على المبادئ غير عادي، أعتقد أنه قادر على قيادتكم للريادة والتقدم بكل تأكيد، بالإضافة إلى أنه من المؤكد أن يعيد عزة النفس والكرامة المصرية التي أهدرت مع الأسف، ولكن دعني أسألك أنا بما أنك تبدو لي متابعا جيدا وشابا متحمسا: ماذا ترى من فرص الرجل في الفوز في الانتخابات؟"، رددت قائلا: إنني حتى هذه اللحظة، مع الأسف، أرى فُرصه ضعيفة؛ بسبب تشويه إعلام النظام البائد لصورته، بالإضافة لجهل غالبية المصريين بحقيقة الرجل التي تفضّلت سيادتك بتوضيحها، أيضا فإن بعض المصريين يرونه غير ملمّ بأحوال مصر، مع اختلافي معهم بالطبع.

فرد الرجل قائلا: "هذه خسارة بكل تأكيد؛ لأني على الجانب الآخر أستطيع أن أؤكد لك أن الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية ستفعلان كل ما بوسعهما لضمان عدم وصول هذا الرجل للحكم، بل إني أجزم لك أنهما تلعبان من وراء الستار الآن مع بعض قياداتكم وآخرين من أجل الغرض نفسه"، سألته: "هل تعتقد هذا فعلا، أم إنك تبالغ قليلا؟" فـرد قائلا: "قطعا، بل دعني أزيدك، لو أن الولايات المتحدة خُيّرت بينه وبين الإخوان المسلمين فسيختارون الإخوان بلا تردد، وأنا بالطبع أعلم أن الإخوان لن يقدموا مرشح رئاسة، ومستبعد أن يصلوا للحكم هذه المرة على الأقل، لكني أقول لك ذلك للتوضيح".

سألته بعد ذلك: "ما رأيك لو تولى عمرو موسى، الأمين الـ..."، قاطعني فورا قائلا بحدة: "عمرو موسى، أو أي شخص له علاقة بجامعة الدول العربية من قريب أو بعيد، لا يصلح لأي شيء، وسوف أكون حزينا لكم ولقضايا المنطقة لو حدث ذلك، دعني أقول لك بوضوح أكثر، عمرو موسى الشيء الوحيد الذي سيجعله يختلف قليلا عن مبارك هو أنه أصبحت هناك إرادة وحراك سياسي شعبي في مصر، سيمنع أي استبداد شبيه بعصر مبارك. كلامي هذا ينطبق أيضا على أي اسم من النظام السابق، وأعتقد أننا جميعا رأينا موقف موسى المتخاذل للغاية أيام حصار غزة، والذي كان يستطيع فعل شيء بخصوصه!".

بقي أن أذكر أن الرجل كان ملماً بالوضع والتطورات عندنا في مصر بشكل فاق حدود تصوري، فقد سألني مثلا: "ماذا حدث اليوم بالمناسبة؟ هل نجحت دعوة شباب الثورة لمليونية التطهير؟" (حيث كان اللقاء في مساء الجمعة يوم الأول من إبريل)، وغيرهما من الأسئلة المتفحصة (وكان في الحقيقة يسمعني باهتمام وتواضع أبهرني أيضا)، أُشهد الله أنني اجتهدت قدر استطاعتي في نقل كلام الرجل بدقة وصدق.

وفي النهاية، أختم بأكثر ما أسعدني مما سمعت منه؛ حيث قال لي ما ترجمته هنا إلى العامية: "تعرف أنا بقالي 15 سنة بادّي محاضرات زي دي، وكنت باقابل عرب كتير جدا، بس مع الأسف نادرا جدا ما كنت باقابل مصريين، إنما بعد ثورتكم، في آخر كام محاضرة لي لاحظت تواجد قوي ومكثف للمصريين واهتمام واضح منهم، أنا سعيد لأني حاسس إن العزة رجعت لكم، تهنئتي لكم يا مصريين".

نُشِر بالمصري اليوم
بتاريخ 2/ 5/ 2011

الجمعة، 6 مايو 2011

Hereafter

كيف يكون شعورك عندما تفقد انسانا عزيزا عليك ،أخوك أو ابوك أو أمك ؛أعتقد أنك سوف تكون حزينا...ربما تقف حياتك عند هذه اللحظة ، لكن هل خطر فى بالك انك يمكن أن تتواصل مع هذا الشخص تسمع منه رأيه فى بعض الأمور التى تخصك أو تسمع منه أعتذارا بشأن خطأ أخطأه فى حقك أو نصيحة كى تواصل حياتك ولا تقف عند لحظة فقده ........هذا هو محور أحداث فيلم كلينت ايستوود الجديد .
دائما يبهرنى هذا المخرج العبقرى بقدرة فذة على اخراج أفضل ما فى الممثل بل و النص الذى يخرجه، فها أنت ترى "مات ديمون" فى دور جديد عليه كليا ...دور يأخذك الى افاق بعيدة يجعلك تفكر تتخبط بشأن الحياة الاخرى بشأن أناس ربما فقدتهم وتتمنى رؤيتهم تتمنى التواصل معهم فهل ذلك ممكن؟
"ماركوس" طفل صغير يعيش مع أمه مدمنة الهيروين و أخاه التوأم "جاسون" و هما كل حياته ،ارتباطه بأخيه يجعله يعتمد عليه فى كل صغيرة وكبيرة من شئؤون حياته ،يعتنيان بأمهما التى تحاول وحدة الرعاية الأجتماعية أن تأخذهما منها وهما يحاولان أن يمنعا ذلك بكل الطرق . يخرج "جاسون" فى يوم من الأيام لشراء الدواء لأمه و فجأة يموت "جاسون" بعد محاولة هرب فاشلة من مجموعة من اللصوص الصغار ايضا .تخيل حياة طفل صغير بعد أن يفقد أخاه و محور حياته ....هنا تجد كلينت ايستوود فى ابداع اخراجى من الطراز الأول فى توظيف تعبيرات و مشاعر طفل صغير ليجعلك تغوص فى محور حياة هذا الطفل الذى يتمتع بقدرة فائقة على التمثيل.
"مات ديمون" شخص موهوب له قدرة على التواصل مع أناس من العالم الآخر يقلبل هذا الطفل صدفة و يتعرف الطفل عليه من خلال موقع انترنت خاص بهذا المعالج الروحانى و يطلب منه أن يتواصل مع أخيه يرفض فى البداية و بشدة ثم يوافق فى النهاية بعد أن يشعر بالتعاطف معه فى النهاية ويحكى له عن "جاسون" أخاه السعيد فى العالم الآخر و الذى يطلب من ماركوس أن ينساه و يستمر بحياته و أن يبدأ فى الاعتماد على نفسه.
الغموض الذى نشعر به تجاه الموت و ذلك الخوف و الحزن من فقدان شخص نحبه هو محور واحد من أروع الأفلام إخراجا و أداءاً "Hereafter" .
 مازال الأنسان يحاول أن يفهم لماذا يموت ؟ لماذا نفقد من نحب ؟ ربما كانت لدينا إجابات من الدين .....لكن نظل نتسآءل عن جدوى هذه الحياة التى سوف تنتهى يوما ما؟

الأربعاء، 27 أبريل 2011

للناس اللى عايزة عمرو موسى...........أهدليكم الفيديو ده

 عمرو موسى كل ما يريده هو المنصب لا يريد الا الشهرة..... يريد ان يحافظ على الاضواء من حوله
الغريب ان يقولك انه متقدم فى استطلاعات الرأى ,هو مش ده عمرو موسى اللى كنا هنبوس ايده علشان يقول بس انه ناوى يترشح ضد مبارك وكان يقولك مبارك ده رمز........سبحان الله دلوقتى نازل دعاية انتخابية و بتاع و جولات فى الصعيد.......عجبت لك يا زمن

الجمعة، 22 أبريل 2011

و الله ما عارف أقول ايه للناس اللى طالعة بتأييد مبارك ولا لسه بتدافع عنه............عجبت لك يا زمن

مصر تلقت عرضا بالحصول على أسلحة نووية و مبارك رفض

يتواصل سيل الوثائق التي تكشف عنها ويكيليكس بصفة يومية, وفي وثيقة سرية نشرت  في جريدة الغارديان البريطانية وموقع ويكيليكس تكشف الوثيقة إنه قد عرض على مصر عقب انهيار الاتحاد السوفييتي شراء أسلحة نووية ومواد وخبرة تصنيع من علماء نوويين في السوق السوداء، إلا أن الرئيس المصري حسني مبارك قد رفض هذا العرض.

والمصدر هنا ـ كما تقول البرقية الأمريكية المؤرخة في 2009-05-13 ـ هو المندوب المصري في الأمم المتحدة ماجد عبد العزيز الذي كشف الموضوع لروز جوتيمولير المندوبة الأمريكية في "محادثات كبح التسلح النووي" في حديث بينهما ذُكر في البرقية الأمريكية فيما يبدو أنه " محاولة من جانب عبد العزيز لتصوير مصر كعضو مسؤول في المجتمع الدولي."

وتقول صحيفة الجارديان إن مبارك رفض ذلك العرض، غير أن ما يثير التساؤلات في هذا الموضوع يدور حول المبيعات التي قامت بها تلك الدول أو الجماعات في خضم الفوضى التي سادت روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييت سابقا في اوائل التسعينيات.

وتضيف الجارديان "إن الموضوع أثير أثناء محادثات حول إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وهي من اولويات وزارة الخارجية المصرية.

وتقول الصحيفة إن عبد العزيز قد رفض التعليق على فحوى الوثيقة كما أن البرقية لا تبين من الذي قام بالعرض.

غير أن الوثيقة تشير إلى أن جوتيمولير كانت قد سألت عبد العزيز عن مصدره في هذه المعلومات فأجابها بأنه كان في موسكو في ذلك الوقت وكان على علم شخصي ومباشر بذلك".

غير أن الجارديان في متابعتها لهذا الموضوع حول مصدر هذه العرض تنقل عن ماريا روست روبلي الخبيرة في تاريخ البرنامج النووي المصري والمحاضرة في جامعة أوكلاند تقول إنها علمت من ثلاثة مصادر وثيقة الاطلاع (دبلوماسي مصري سابق وضابط جيش وعالم نووي) أن جهات "وليس دولا" تقدمت بالعرض من جمهورية سوفييتية سابقة لم يذكر اسمها حيث حاولت بيع مواد انشطارية وتقنية لمصر.

وتنقل الجارديان عن روبلي مؤلفة بحث "معايير عدم الانتشار النووي" وهي دراسة حول أسباب لجوء بعض الدول إلى خيار الانضباط النووي" قولها إن "مبارك رفض، وهو شديد الحذر حتى في مسألة الطاقة النووية، وإنه ألغى كل خطط الحكومة بعد تشيرنوبيل".

الجارديان, BBC

نص الوثيقة بالأنجليزية            نقلا عن http://wikileaks-a.blogspot.com/2010/12/blog-post_9037.html

الأربعاء، 20 أبريل 2011

سهم لكل الطغاة

أعطت الطبيعة لكل فرد فيها ملكية فردية بحكم الطبيعة،لا يجوز لأحد الاعتداء عليها أو اغتصابها :فكل فرد بنفسه له نفسه المكتملة و الا لماكان هو نفسه و لا يحق لشخص اخر ان يتجرأ على حرمانه من اى جزء منها دون أن يعد ذلك انتهاكا علنيا و تحديا لمبادىء الطبيعة نفسها و لقواعد الماواة والعدالة بين الانسان والانسان،لايمكن أن يكون ما هو لى هو لك و لا يمكن أن يكون بهذا الصدد سوى هذه الحقيقة :ليس لإنسان سلطة على حقوقى و حرياتى،وليس لى سلطة على حقوق شخص آخر و حرياته،أنا لست سوى فرد،أتمتع بشخصى و إمتلاكى لذاتى ،ولا أحب أن أظهر بغير ما أنا عليه ، أو أتجاوز إلى ما هو خارج ذاتى ،لو فعلت ذلك فسأكون معتديا و منتهكا لحقوق شخص آخر،وهو ما لا حق لى به لأن الناس متساوون عند الولادة ،وجميع الناس يولدون و لديهم حب الملكية والحرية،و يخلقنا الله بيد الطبيعة فى هذا العالم و نحن نتمتع بحرية طبيعية وفطرية و تقويم حسن(كما كتب فى اللوح المحفوظ لكل إنسان و لا يمكن محوها أبدا) لكى يعيش كل منا على قدم المساواة مع الاخرين متمتعا بحقوقه و امتيازاته الطبيعية، و بكل ما خصه به الله بطبيعته ليكون حرا.
وهذا بحكم الطبية ما يرغب فيه كل إنسان، ويسعى إليه، و يحتاج له ، لأنه ليس هناك من إنسان يمكنه بصورة طبيعية  أن يجعل جاره يخدعه و يسلب حريته أو يصبح عبدا لجاره بفعل قوته ، لأن غريزة الطبيعة أن تحافظ على نفسها من كل ما هو ضار و كريه ، وهذا ما تمنحه الطبيعة للجميع فى إطار من المعقولية والمساواة والعدالة ، ولا يمكن استئصاله من الجنس البشرى ، حتى لفترات محدودة فى حياة المخلوق. و من هذا النبع أو الجذر تستمد كل قوى البشر اصولها؛ليس مباشرة من الله ( كما يدعى الملوك أنهم منحوا امتيازاتهم) بل بوساطة الطبيعة،أى من المتمثل للممثلين؛لأن الله كان قد زرعها أصلا فى المخلوق ومن الخلوق تنشأ هذه القوى فورا؛ و لا أكثر من ذلك. ولا يمكن نقل شىء آخر إلا ما هو فى صالح المخلوق وسعادته و سلامته. و هذا هو امتياز الانسان و لا أكثر من ذلك و لايمكن إعطاء أو تلقى أكثر من ذلك : حتى ما هو مفضى الى صالح أفضل و سلامة وحرية أكبر، ولا أكثر من ذلك.
من يعطى أكثر يرتكب خطيئة ضد جسده ومن يأخذ أكثر فهو لص و سارق لبنى جنسه.كل إنسان بحكم الطبيعة هو ملك و قسيس ونبى فى محيطه و نطاقه الطبيعى ، وليس لأحد أن يشاركه فى ذلك إلا عن طريق الانتداب أو التفويض أو القبول الحر من قبله لأن ذلك هو حقه وحريته الطبيعيين.............لأننا أبنا آدم بحكم الطبيعة ومنه نستمد بصورة مشروعة تقويمنا الطبيعى و حقنا الطبيعى و حريتنا الطبيعية التى نحن فقط من يحتاج اليها و كيف يكون من الانصاف أن تنكرها علينا فهذا ما لايمكننا أن نفهمه ؛إنها الحقوق و الامتيازات العادلة للجنس البشرى (حيث شعب إنجلترا هم الورثة الشرعيون إضافة إلى الشعوب الأخرى) و هى الحقوق و الامتيازات التى نريدها : و أنتم بالتأكيد لن تنكروها علينا كيما نكون رجالا و نعيش كرجال؛ و إذا أنكرتموها فسيكون ذلك أقل مدعاة لسلامتكم و سلامة ذريتكم بقدر ما هو أقل مدعاة لسلامتنا و سلامة ذريتنا ، لأنك يا سيدى إن أذقتنا طعم أى لون من العبودية أو الطغيان فإنك بالتأكيد أنت ، أو ذريتك ستذوقون حثالة ذلك الطعم ،لأنه إذا اتفق و فقا لسياستكم الحالية و قوتكم (التى تسيئون استخدامها) أن  تمنحونا هذه الحقوق و الامتيازات من قبلكم بشكل خاص ،ومع ذلك فإن ذريتكم ستتصرف بالطريقة التى تقدرون عليها الآن ،فإن تلك الحقوق و الامتيازات ستبقى عرضة لذلك الخطر.


لم أصدق أن هذا المقال كتب فى القرن السابع عشر الميلادى وتحديدا سنة 1646 فكل ما كتب فى هذا المقال و كأنه يتحدث الآن و ليس منذ أكثر من ثلاثمائة عام.
حينما كتب زعيم الليبراليين فى بريطانيا فى ذلك الوقت ريتشارد أوفرتون كان مسجونا من قبل مجلس اللوردات نتيجة لكفاحه نحو الحرية والعدالة والديموقراطية بل و كانت البلاد ترزح تحت نير حرب أهلية استمرت نحو سبع سنوات ( 1642-1649) و لكن لم تمثل هذه الحرب الأهلية أى مدعاة لأن يتحدث الرجل عن استخدام القوة أو العنف بل نراه يخُوف خصومه من مصير أبناهم إذا هم لم يستيجيبوا لما أسماها الحرية الطبيعية التى حباها الله للأنسان.

إن من يتحدثون عن مساؤىء و عيوب الليبرالية فلينظروا  إلى ما جلبته علينا الأنظمة الشمولية من فساد وخراب و هلك للحرث و النسل و ظلم للعباد.و كذلك يتحدث البعض عن الدولة الدينية باعتبارها المنقذ و أنا أسأل إن كان البعض ممن يدعون لدولة دينية يضيق ذرعا بكتاب أو رواية أو فيلم و يقيم الدنيا ولا يقعدها بحجة مخالفة ذلك لتعاليم دينه (أيا كان دينه) فكيف سيتحملون نقدا لقرار أو مقالة تهاجم أحدهم ،حتى و إن كان ما يقول مستندا لشرع أو عقيدة لأننا هنا نتحدث عن أمور دنيوية تتعلق بمعايش الناس و حياتهم و التى قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بشئؤن دنياكم" خاصة و أن البشر اليوم ليسوا كما فى الماضى من ناحية السلوك و الوعى و الاحتياجات و التى قد تدفع البعض -وهذا وارد- لأن يستغل الدين لتحقيق منافع دنيوية -و هذا ليس عيبا- و لكن على حساب الناس .
ربما لم تكن إنجلترا و مازالت دولة راعية للحرية ولكن أظن أن أهلها عندهم من الحرية و الديمقراطية ما يكفيهم و ذلك نتيجة لكفاح أناس مثل "ريتشارد أوفرتون" و لكن الفرق أن كفاحهم و تحملهم كان مبكرا قليلا عنا نحن العرب و المسلمين ( يعنى حوالى 400 سنة بس).

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

ويكيليكس و طنطاوى ............و السؤال هل من مزيد؟

لا لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة و لكن لست مرتاحا لوجود طنطاوى على رأس الجيش ، كنت أتحدث مع أحد الاصدقاء فقال لى ان كبر السن يؤخر الاستجابة وسرعة رد الفعل و ذلك تعليقا منه على تأخر استجابة الجيش للمطالبات بمحاكمة مبارك و نظامه ، أما انا فمقتنع ان الجيش لم يتحرك الا بعد ان أحس بخطر التباطؤ و حماية هؤلاء القوم الفسدة من الشعب بل ربما كان للجيش بعض من هذه الملاحقات من الشارع اذا استمر فى ذلك.............عامة هذه المقالة نشرت منذ فترة فى جريدة الاخبار اللبنانية.
من حقّ ثوّار مصر أن يخشوا «الثورة المضادّة»، لأنّ رمزاً أساسياً للنظام القديم، وزير الدفاع، محمد حسين طنطاوي، بات أقوى حكّام «مصر الجديدة». لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أرشيف كبير من برقيات السفارة الأميركية لدى مصر، التي تنشر «الأخبار» جزءاً منها. المشير، كان أحد الأركان الثلاثة للنظام، إلى جانب حسني مبارك نفسه، وطبعاً اللواء عمر سليمان. طنطاوي كان «حارس الهيكل»، أو الأمين على عدم القيام بأي إصلاحات سياسية أو اقتصادية. كان زعيم الحرس القديم، والمشرف المباشر على إبقاء سطوة الجيش كضامن لشرعية هذا النظام. في السياسة الخارجية، تبقى قيمته محصورة في ملفات أساسية، أهمها السودان والعلاقة العسكرية المصرية ـــــ الأميركية. من هنا، قد تفيد برقيات «ويكيليكس» في فهم كيف انتقل طنطاوي، «العجوز المعادي للتغيير» إلى رجل التغيير في «مصر الجديدة» ذات 11 شباط 2011
أرنست خوري
تكشف برقيات السفارة الأميركية في القاهرة بين عامَي 2001 و2009، الهوية السياسية لرجل يمكن بسهولة وصفه بالحارس الأمين والصامت لنظام حسني مبارك، ولمصالحه الخارجية التي لطالما مثّلت جزءاً أساسياً من عوامل مشروعية وبقاء هذا النظام. إنه وزير الدفاع، المشير محمد حسين طنطاوي، الذي بات رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ 11 شباط 2011، تاريخ سقوط نظام حسني مبارك، وبالمقدار نفسه نظام محمد حسين طنطاوي.
لا خلفيات عقائدية محدَّدة لطنطاوي، ولم يتّبع في إدارته «مملكته» التي تتوزع على وزارة الدفاع، والجيش (الذي بقي فعلياً قائده الأول) والأجهزة الأمنية والعلاقات المصرية ـــــ الأميركية والمصرية ـــــ الإسرائيلية، إلا مبدأً واحداً: كل شيء مباح لبقاء النظام وللمحافظة على وضعه القائم. كان طنطاوي رجل «ممنوع التغيير» في كل شيء؛ ممنوع تغيير طبيعة الجيش وشكله. ممنوع المسّ بالمساعدات العسكرية الأميركية ـــــ المصرية البالغة قيمتها 1.3 مليار دولار سنوياً (منذ اتفاق كامب ديفيد)، أو ربطها بشروط إصلاحية سياسية أو عسكرية أو اقتصادية. ممنوع الإصلاح الداخلي، ممنوع توريث الحكم لجمال مبارك لكونه من خارج نادي الجيش الحاكم. ممنوع جرّ مصر إلى مواجهة مع إيران أو مع سوريا، رغم أنّ لهاتين الدولتين حصّة لا بأس بها من عداء، أو على الأقل عدم إعجاب المشير. ممنوع المس بالوضع القائم على حدود مصر مع قطاع غزة، طالما لا تزال إسرائيل ترفض زيادة عدد القوات المصرية المنصوص على عديدها في اتفاقية السلام الإسرائيلية ـــــ المصرية (750 عنصر حرس حدود مصرياً) على الجهة المصرية من الحدود.
وفي قائمة الممنوعات المصرية، يبدو أن الاختصاص الأكبر للمشير طنطاوي هو صفة «محامي الدفاع عن المساعدات العسكرية الأميركية» السنوية لمصر، وهي «حجر الزاوية في العلاقات الاستراتيجية الأميركية ـــــ المصرية». من هنا تظهر كل السياسة الخارجية المصرية بمثابة ردّ جميل لـ «الـ1.3 مليار دولار أميركي». لذلك، يستحيل أن يجد قارئ برقيات «ويكيليكس» مسؤولاً أميركياً واحداً يزور مصر من دون التعريج على مكتب وزير الدفاع، حتى إنه التقى، في غضون 4 أيام فقط (من 20 حتى 24 آذار 2005) [05CAIRO2517]، 20 عضواً من الكونغرس الأميركي. لقاءات انتهزها «للتشديد على المساهمات المصرية في المصالح المشترَكة (الأميركية ـــــ المصرية) في الشرق الأوسط»، وخصوصاً في ما يتعلق بالتسهيلات المصرية الممنوحة للأميركيين بعبور غوّاصاتهم وسفنهم الحربية قناة السويس، إضافةً إلى الطلعات العسكرية الأميركية العديدة في الأجواء المصرية وتدريب القوات الأمنية العراقية ونشر مستشفى ميداني مصري في أفغانستان، والمساعدات المصرية الإنسانية في أفغانستان والسودان، والالتزام المصري الواسع مع طرفي النزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، والجهود المصرية في مكافحة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. وفي سياق الرفض المطلق للمسؤولين المصريين لأي نية أميركية بتعديل اتفاقية المساعدات العسكرية الأميركية إلى مصر (من خلال مشاريع قوانين تناقَش في كل عام في الكونغرس)، يأتي اعتراضه الشديد إزاء مشروع مجلس الشيوخ في حينها لتحويل جزء من المساعدات العسكرية إلى الطابع السياسي، وربط 200 مليون دولار من أصل الـ 1.3 مليار بشروط الإصلاح السياسي وتحديث الجيش وتحسين الرقابة المفروضة على الحدود بين مصر وغزة. وورقة الابتزاز حاضرة دوماً في أحاديث طنطاوي، بدليل أنه يحذّر الوفد الأميركي من أن «أي تغييرات في المساعدات العسكرية الأميركية إلى مصر لن تخدم الاستقرار في المنطقة».
وفي سياق التحذير نفسه، يقدم طنطاوي مرافعة طويلة لمساعد وزير الدفاع الأميركي بيتر رودمان [05CAIRO9249] عن أهمية الجيش في الحياة السياسية المصرية، ليخلص إلى أن المساعدات العسكرية الأميركية تفيد في إبقاء حب الشعب المصري لجيشه لكونه يسهم جدياً في المشاريع التنموية أيضاً، ولينتهي إلى تهديد من نوع أنه «إن خسر الجيش المصري المساعدة الأميركية، فلن يكون قادراً على المساهمة في هذه المشاريع، والناس لن يظلّوا سعداء». وتابع «لا أريد أن أقول إن الأمر سيكون خطيراً، لكن أثر ذلك لن يكون جيداً». والتمنين كذلك حاضر في حديث المسؤولين المصريين حيال الامتيازات المقدمة إلى القوات الأميركية، مثلما تشير إليه برقية [05CAIRO4535] التي تنقل كلام أحد مسؤولي الجيش المصري لضيف أميركي ما حرفيته أن مصر عزّزت من الإجراءات الأمنية الآيلة إلى حماية السفن الأميركية في محيط قناة السويس، وأن وزارة الدفاع المصرية خصّت البواخر الأميركية تحديداً بهذا الامتياز.
وعند تعريف السفارة الأميركية لدى مصر بالمشير، تتكرّر في أكثر من برقية العبارة نفسها: ليس فاعلاً في السياسة الخارجية المصرية (إلا في الملف السوداني المؤثر جداً فيه)، وهمّه الخارجي الأوّل هو الحفاظ على المساعدات الأميركية العسكرية السنوية لمصر [06CAIRO2162]. وتحذّر السفارة الأميركية جميع الزوار الأميركيين الرسميين إلى القاهرة من أن طنطاوي يسعى، بمناسبة وبلا مناسبة، إلى إقناع ضيوفه بفك الارتباط بين المطالب الأميركية بالإصلاح في مصر، من جهة، والمساعدات الأميركية العسكرية إلى مصر من جهة ثانية، وهي التي يرى أنها «حجر الزاوية» في العلاقات الأميركية ـــــ المصرية [06CAIRO1297]. حتى إن طنطاوي ينصح السفير الأميركي، عام 2007، بأن «المهمة الرئيسية للسفارة الأميركية في القاهرة، هي إقناع الكونغرس بأهمية وفرادة العلاقات الأميركية مع مصر [07CAIRO2801]، محذراً من أنّ مبارك غضب كثيراً من القانون الذي يناقشه الكونغرس لخفض المساعدات العسكرية الأميركية لمصر، ومن أن الشعب المصري ينظر إلى هذا الأمر على أنه تدخل أجنبي في شؤونه الداخلية ومسّ بالأمن القومي المصري. وهنا يعرف طنطاوي أيضاً كيف يضرب على الوتر الحسّاس، فيذكّر السفير ريتشارديوني بأنّ ربط المساعدات الأميركية بشروط (إصلاحية أو ببنود تتعلق بتحديث الجيش وبوضع الحدود مع غزة) يهدّد العلاقات الأميركية ـــــ المصرية، وخصوصاً أنّ «مصر ملتزمة باتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل منذ 28 عاماً، بينما تخرقها إسرائيل وتعمل على إفساد العلاقات المصرية ـــــ الأميركية» [08CAIRO85].
وكل شيء مباح لطنطاوي في سبيل المحافظة على المساعدات العسكرية الأميركية، فهو يصرّ على زوّاره الأميركيين دائماً بأن عليهم عدم إعادة النظر في هذه المساعدات، مذكِّراً إياهم بكيفية اتّباع مصر سياسة عسكرية خارجية «داعمة للأولويات الأميركية، من أفغانستان (المستشفى الميداني في باغرام الأفغانية وتسليح الجيش الأفغاني ومساعدات إعادة الإعمار في كابول) والعراق (تدريب 400 من عناصر الأمن العراقيين) وفلسطين (قوات الحدود المصرية في سيناء لمنع التهريب) والسودان (المشاركة المصرية في قوة حفظ السلام في دارفور والضغط على الرئيس عمر البشير ليقبل قوات سلام دولية وحل أزمة دارفور)، إضافةً إلى المشاركة المصرية في القوات الدولية في القرن الأفريقي. وهنا لا تنتهي الطلبات المالية المصرية، كمبلغ الـ 300 مليون دولار الإضافية التي طلبتها وزارة الدفاع المصرية من واشنطن لتحديث تجهيزات مراقبة الحدود المصرية ـــــ الفلسطينية.
وفي إعداد السفارة لزيارة الجنرال جون أبي زيد إلى القاهرة، تشدد البرقية الرقم 05CAIRO3176، على ضرورة ممارسة المزيد من الضغط على طنطاوي لتقدم بلاده المزيد من المساعدة السياسية والعسكرية في ملفّين خصوصاً: العراق وأفغانستان. وفي مكان آخر من الوثيقة نفسها، كشفٌ عن أن طنطاوي كان صاحب الدور الرئيسي في تمديد العمل بمواد من الاتفاقية الأميركية ـــــ المصرية في آذار 2005. وترد في الوثيقة مجموعة من النصائح لأبي زيد، أبرزها: ممارسة الضغط على طنطاوي بهدف إقناعه بالسير في خطّة تحديث الجيش المصري لتسهيل تمرير استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لمصر في الكونغرس، وهي الخطة التي يجب أن تشمل جوانب العقيدة والتجهيزات والتنظيم والتدريب والقيادة. كلام غالباً ما يُرفَق بتهديد مبطَّن إضافي من جانب طنطاوي، مفاده أن مصر ستلجأ إلى الصين أو روسيا للتزود بالسلاح منهما إذا أخلّت واشنطن باتفاقية المساعدات العسكرية.
وفي لقاء عام 2005 [05CAIRO9249]، لا يجد السفير فرانك ريتشارديوني حرجاً في الطلب من طنطاوي أن يكون «شريكاً» مع وزراء مصريين آخرين في تأمين معلومات للسفارة الأميركية عن الاستراتيجيا المصرية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، تحتاج إليها السفارة لترفعها في تقرير إلى وزارة الخارجية. ومن بين ما تخلّل الاجتماع، نصائح أميركية لطنطاوي بضرورة تفعيل مصر دعايتها الإعلامية بشأن المساعدات التي تقدمها في إطار التعاون المصري ـــــ الأميركي، مثل تقديمها أخيراً قطع غيار لمروحيات MI-17 لباكستان إثر الهزة الأرضية التي ضربتها، وتسليم أسلحة وألغام لأفغانستان، ودور مصر في حفظ السلام في السودان، فما كان من طنطاوي إلا أن تقدّم بطلب مقابل مفاده ضرورة أن تقدّم الولايات المتحدة المساعدة على هذا الصعيد الدعائي أيضاً.
ويظهر طنطاوي كصندوق بريد يصعب عليه رفض الطلبات الأميركية. فحين طلب منه رودمان المشاركة في مشروع «القوة 150»، التي تعمل على وقف تدفق «الإرهابيين» في منطقة البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، واعداً إياه بإمكان توكيل مصر في المستقبل بقيادة هذه القوة، أمر طنطاوي رئيس أركان الجيش سامي عنان بإيجاد وسيلة لتشارك مصر في هذه المهمة. وفي السياق، عرف رودمان كيف يضرب على الوتر الحساس عند طنطاوي، عندما ذكّره بأن السير في الإصلاحات الديموقراطية في مصر، سيجسّد دفعاً للصفة المعتدلة لمصر. غير أن الجواب موجود دائماً عند طنطاوي، الذي أوضح لضيفه الأميركي أنّ البناء الديموقراطي ليس ذا شكل واحد يسري على جميع الدول.
هو نفسه طنطاوي الذي لا يفوّت مناسبة لقاء مع أي مسؤول أميركي لتحذيره من مخاطر الانسحاب الأميركي من العراق، وضرورة تأمين مشاركة سنية عربية فاعلة في الحكم العراقي، ويعود ليطمئن هؤلاء إلى أن ملف السودان، رغم أنه «وجعة رأس»، «ليس بتعقيد الملف العراقي». وعن العراق، يعرب وزير الدفاع للسفيرة الأميركية مارغريت سكوبي [06CAIRO2481] عن رأيه في مشروع الاتفاقية الأمنية الأميركية ـــــ العراقية بأنها إيجابية من حيث أنها تمثّل هزيمة للتدخل الإيراني في الشؤون العراقية، وتشجّع طهران على تغيير سياساتها إزاء بغداد، وتحثّها على التعاون مع واشنطن.
ورغم العلاقات الممتازة التي كانت تجمع بين حكام مصر والدولة العبرية، كان طنطاوي ينتهز فرصة اللقاء بأي مسؤول أميركي ليطلب ضغطاً أميركياً على إسرائيل للسماح للقوات المصرية بزيادة عديد عناصرها المنتشرين على الحدود مع قطاع غزة، وهو ما عجز عن إقناع وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز به خلال لقائهما في شباط 2006. وتُظهر البرقية 08CAIRO255 أن الهدف من أحد اجتماعات ولش مع طنطاوي كان القيام بوساطة أميركية بين إسرائيل ومصر لحل الخلاف بشأن الترتيبات الحدودية بين مصر وغزة للسماح لمصر بزيادة عديد جنودها المنتشرين على هذه الحدود (من 750 الى 4000 عنصر ينتشرون على طول 14 كيلومتراً و20 كيلومتراً في البحر وعمق 20 كيلومتراً). ويبدو طنطاوي شديد الالتزام بتقسيم الملفات على أركان النظام المصري؛ إذ إنّه، بعدما وافق على الاجتماع مع ايهود باراك إذا زار الأخير مصر، طلب من المسؤول الأميركي الاتصال بعمر سليمان وأحمد أبو الغيط أولاً.

نشتري طنطاوي بكلمة شكراً
في برقية إعدادية لزيارة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين كوندوليزا رايس وروبرت غيتس إلى شرم الشيخ في تموز 2007 [07CAIRO2280]، تختصر السفارة الأميركية الفائدة العسكرية والأمنية من مصر بنقطتين: اتفاقية السلام المصرية ـــــ الإسرائيلية، والسماح المصري غير المشروط للسفن والطائرات الأميركية باستخدام الأجواء المصرية وقناة السويس، ومن ضمن ذلك الدعم البري المصري للعمليات العسكرية الأميركية. وفي البرقية، ملاحظة لوزير الدفاع الأميركي مفادها أن «بعض كلمات الشكر منك لطنطاوي، تساعدنا في المرات المقبلة التي نطلب فيها المساعدة من السلطات المصرية». ولا تكتفي البرقية بذلك، بل تكشف أن المسؤولين المصريين المعنيين بالملف الفلسطيني أبلغوا المسؤولين الأميركيين مراراً أنهم لا يسعون إلى تقارب فوري بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس»، لكنهم يرون أن هذا الأمر ضروري بعد «سحق» حركة «حماس» أولاً. وهنا تطمئن البرقية إلى أن الحكومة المصرية ترتبط بعلاقات محدودة مع هذه الحركة «ليس بما يكفي للسعي إلى تحقيق مصالحة فلسطينية، ولا لتكون قادرة على الحؤول دون وقوع صدامات حدودية ولإبقاء مصر كلاعب» في القضية الفلسطينية. وتنقل برقيّة أخرى بتاريخ 17 كانون الأول 2007 [07CAIRO3503]، عن اللواء عمر سليمان قوله إنّ مصر تريد «أن تجوع غزة من دون أن تموت من الجوع». وهنا تابع سليمان أن «على إسرائيل أن تخبرنا ما هي أهدافها لكي نتمكن من العمل مع حماس على قاعدة مجموعة شروط (إسرائيلية) محددة». أما طنطاوي، فيدلي بدلوه أيضاً، عندما يعرب عن ترحيبه «بأن تعيد إسرائيل احتلال معبر فيلادلفي (من المصريين) إن كان من شأن ذلك أن يوقف التهريب». وفي البرقية نفسها، تأكيد على أنّ مبارك يريد أن تفشل «حماس» لتحقيق مصلحة مصرية. وهنا يختصر دايفيد ولش لطنطاوي [08CAIRO255] الأهداف الإسرائيلية في غزة التي «نتمنى أن تشاركها مصر إياها»: ــ حرمان حماس أي مكسب سياسي، وتأمين الفوز السياسي الكامل للرئيس محمود عباس ولسلطته. ــ التأكد من حماية السيادتين المصرية والإسرائيلية، وأخيراً إدارة الحدود بين مصر وإسرائيل بطريقة أفضل مما هي عليه الآن.

لإيران حيّز واسع من غضب المشير طنطاوي الذي يطلب من نائب وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ولش [06CAIRO2183] نصحه عما يمكن مصر فعله لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، فما كان من المسؤول الأميركي إلا أن طلب منه الآتي:
1ــ دعم الحكومة العراقية (برئاسة نوري المالكي).
2ــ التنسيق مع السعودية والإمارات والأردن للتأثير في القبائل العراقية لتدعم بدورها حكومة بغداد. 3ــ تعزيز دور الجامعة العربية في العراق. وحين أصرّ طنطاوي على تدريب الجيش العراقي على يد قواته الأمنية، رفض ولش الأمر رفضاً قاطعاً. ويجزم طنطاوي بأن مصر «ترفض رفضاً مطلقاً» توسُّع التأثير الإيراني في المنطقة، لأن هذا «تهديد مباشر للأمن القومي المصري، لذلك علينا القيام بكل شيء لمنع هذا التوسع سواء كان في العراق أو سوريا أو لبنان. ونحن والسعوديّون قريبون جداً ونتشارك الرؤى نفسها والسلوك نفسه»، لكن، شأنه شأن جميع المسؤولين المصريين، يرفض طنطاوي التعامل العسكري مع إيران.
■ ■ ■
يقترح رئيس أركان الجيش المصري، سامي عنّان (الصورة)، حلاً «لمشكلة تدخل إيران ومجموعات كحزب الله في شؤون المنطقة من خلال حل القضية الفلسطينية» [09CAIRO747]. ويطمئن عنان إلى أن بلاده «ستدرس فوراً» أي طلب لمنع مرور طائرة إيرانية فوق الأجواء المصرية يحوم حولها الشك بأنها تحمل أسلحة إلى غزة، من دون أن ينسى الإعراب عن قلقه من أن «الهم المصري الأساسي يتلخص في أنّ تحسُّن العلاقات الأميركية ـــــ الإيرانية قد يوفّر لإيران دوراً أكبر في الشؤون الإقليمية» [09CAIRO1185]. وفي نيسان 2006 [06CAIRO2364]، قدّم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية روبرت جوزف إلى القاهرة لائحة بالمطالب الأميركية التي على مصر القيام بها ضد إيران، ومنها: ــ تعطيل شبكة التمويل الإيراني وإعاقة عمل الشركات الإيرانية. ــ فرض عقوبات على إيران. ــ نشر منظومة صاروخية دفاعية. ــ قيادة تدريبات عسكرية مشتركة للرد على هجوم تُستخدم فيه أسلحة كيماوية أو بيولوجية. ــ دعم المبادرة الأمنية لحظر انتشار الأسلحة النووية.
■ ■ ■
ينصح طنطاوي مساعد وزير الدفاع الأميركي بيتر رودمان في 2005 [05CAIRO9249]، بأن تتعامل واشنطن مع الرئيس بشار الأسد «لأن أي نظام قد يأتي على أنقاضه سيكون أسوأ من الوضع القائم حالياً». ويقترح طنطاوي على الجنرال جون أبي زيد [06CAIRO2100] طريقة لنيل التزام سوريا عن طريق تنظيم مؤتمر دولي عن الإرهاب، لتتحمل دول كسوريا مسؤوليتها في هذا الشأن، لأن مؤتمراً كهذا سيفضح السجل السوري السيّئ بشأن الإرهاب. وفي 30 آب 2006، التقى الجنرال جون أبي زيد طنطاوي، وكان على جدول الاجتماع بند رئيسي هو تسليح الجيش اللبناني [06CAIRO5317]. وسأل طنطاوي أبي زيد عن إمكان إرسال مصر أسلحة أميركية الصنع إلى الجيش اللبناني «الضعيف جداً». فما كان من الجنرال الأميركي إلا الرد بأنّ فريقاً من القيادة المركزية للقوات الأميركية سيزور لبنان في منتصف شهر أيلول 2006 لتكوين فكرة عن ماذا يحتاج الجيش اللبناني، وبعدها سيحطّ الفريق في القاهرة لإجابة المصريين عن هذا الموضوع.

المعتزلة عباقرة السياسة و الفلسفة فى الاسلام

مثل المعتزلة من وجهة نظرى أكبر فرقة معارضة لنظام الحكم فى العصر العباسى الاول و الثانى ،فلما نجح الامويون و العباسيون من بعدهم من كسر شوكة أتباع على ابن أبى طالب "الشيعة" لم يبقى الا المعتزلة كفرقة معارضة على أساس أيدولوجى وعلى أساس تنظيم.


المهم أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن هذه الفرقة هى التى تمكنت من الزود عن الاسلام ضد كل من حاول أن يفتن المسلمين فى دينهم فى ذلك الوقت ،فكانوا الحصن الحصين ضد الماناوية(أصحاب مذهب مانى) والجبرية و النصارى و اليهود و غيرهم.
كان أصحاب هذه المذاهب يحاولون بشتى الطرق اثارة الشكوك و الظنون من المسلمين فى دينهم عن طريق اثارة مسائل فلسفية لم يكن للمسلمين دراية بها الا المعتزلة الذين درسوا المنطق و الفلسفة اليونانية و استخلصوا اساليبها فى الجدال والرد بالحجة .
يحكى ان ملك السند طلب من هارون الرشيد أن يبعث اليه من يناظره فى الدين فبعث اليه هارون الرشيد قاضيا لا متكلما وكان هارون الرشيد قد منع الجدال فى الدين وحبس علماء الكلام فانتدب ملك السند واحدا من أتباعه ليجادل القاضى فسأل الرجل القاضى:أخبرنى عن معبودك هل هو القادر؟قال نعم ، قال أفهو قادر على أن يخلق قادرا مثله ؟فقال القاضى هذه المسألة من علم الكلام ، وهو بدعة وأصحابنا ينكرونه ،فقال الرجل للملك لقد كنت أعلمتك دينهمز وكتب ملك السند بذلك الى الرشيد فقامت قيامته وضاق صدره و قال أليس لهذا الدين من يناضل عنه؟ فقالوا بلى يا امير المؤمنين،هم الذين نهيتهم عن الجدال فى الدين و جماعة منهم فى الحبس فقال أحضروهم ،فأحضروهم فقال ما تقولون فى هذه المسألة؟فقال صبى من بينهم :هذا السؤال محال لأن المخلوق لا يكون الامحدثا و المحدث لا يكون مثل القديم،فقد استحال أن يقال : يقدر على ان يخلق مثله أو لا يقدر، كما استحال أن يقال يقدران يكون عاجزا أو جاهلا،فقال الرشيد :وجهوا اليه بهذا الصبى ،فقالوا انه لا يؤمن ان سالوه غير هذا ،فقال اختاروا غيره فاختاروا "معمر بن عباد السلمى" وهو من شيوخ المعتزلة فسمم فى الطريق.


هكذا كان المعتزلة يسجنوا جراء ايمانهم بفكرهم و لكنهم كانوا ذودا لهذا الدين ضد انغلاق الفكر و ضيق الافق وضد كل من حاول اثارة الشبهات حول هذا الدين.
من أشهر شيوخ المعتزلة القاضى عبد الجبار و الجاحظ و أبى هذيل العلاف و امامهم الاكبر "واصل بن عطاء" رحمهم الله جميعا.

ملخص جميل للثورة

الاثنين، 18 أبريل 2011

نص التحقيقات مع صفوت الشريف و الاسم الحركى "موافى" فى قضية انحراف جهاز المخابرات الكبرى سنة 1968

أول مرة قرأت هذه التحقيقات كانت منذ عدة اعوام و تم نشرها عن طريق مركز المقريزى للدراسات التاريخية و مقره لندن و تكمن خطورة هذه التحقيقات فى انها توضح الى اى مدى وصل الفساد فى مصر ‘الى حد ان يتولى منصب وزير الاعلام ومنصب الامين العام للحزب بمنتهى البساطة ما يطلق عليه انه قواد.

فتح المحضر يوم الخميس الموافق 29/2/1968 الساعة 11 صباحاً بمبنى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة.

نحن/ عبد السلام حامد أحمد
رئيس النيابة وعضو مكتب التحقيق والادعاء

ومحمود عباس
أمين سر مكتب التحقيق والادعاء


حيث عهد إلينا السيد رئيس مكتب التحقيق والادعاء بمحكمة الثورة بسؤال المعتقل محمد صفوت الشريف واسمه الحركي "موافي" في القضية الخاصة بانحراف جهاز المخابرات العامة ــ وقد تسلمنا من السيد رئيس المكتب صورة تقرير مقدم من المذكور وهي صورة محررة على الآلة الكاتبة وتقع في اثنين وعشرين ورقة ــ وباطلاعنا عليها وجدنا أنه يتحدث فيها عن عمليات السيطرة "الكنترول" التي قام بها قسم المندوبين بالمجموعة 98 منذ عام 1963 عن طريق تجنيد عناصر من السيدات لاستغلالهم في هذه العمليات وأوضح كيف نشأت هذه الفكرة وأسماء سائر ضباط المخابرات الذين أسهموا في تنفيذها والدور الذي تولاه في هذا الشأن وأسماء السيدات اللاتي وقع عليهن الاختيار والأماكن التي تم فيها تنفيذ العمليات بعد تجهيزها فنياً ــ كما شرح العمليات التي تمت تفصيلاً والأشخاص الذين كانوا هدفاً لهذه العمليات لإمكان السيطرة عليهم واستغلالهم في عمليات المخابرات ــ وأنهى التقرير بتعليق ذكر فيه أن عملية استخدام وسائل السيطرة واستخدام العنصر النسائي تعتبر إحدى وسائل علم المخابرات وأنه تم التفكير فيها كنوع من التطوير والتجديد لقسم المندوبين ولجهاز المخابرات إلا أنه لم تستغل نتائج المجهود المبذول في هذه العمليات وحفظت جميعها في الأرشيف.

وأن هذه العمليات سارت بنجاح لفترة ثم فقدت قيمتها ونجاحها حين خرجت عن الخط المرسوم لها واستبدلت بعمليات غير واضحة أو محددة الغرض من إجرائها على مستوى القائمين بالتنفيذ رغم ما تكلفته من مبالغ ــ كما أورد في التعليق بعض أوجه النقد في تنفيذ العمليات سالفة الذكر ومنها أن وسيلة السيطرة يكفي أن تكون صورة واحدة للشخص المطلوب السيطرة عليه في وضع شاذ لا أن تكون قصة طويلة تليفزيونية وسينمائية ــ كما ذكر أنه كانت هناك شائعات بأن رئيس هيئة الأمن القومي على علاقة بنجاة الصغيرة وأن مدير المخابرات على علاقة بسعاد حسني التي سبق أن أجريت لها عملية "كنترول" ــ كما أوضح في التعليق أن العمليات سالفة الذكر كانت واقعة تحت سيطرة رئيس هيئة الأمن القومي ورئيس المخابرات ولا تتم أي خطوة إلا بتوجيه وأمر صريح، وأن مصروفات العمليات من مكافآت للمندوبين وإيجارات للمنازل التي تتم فيها وسائر المصروفات كانت تتم المحاسبة عليها بموجب إيصالات وفواتير مع يسري الجزار مساعد رئيس هيئة الأمن القومي.

وقد أشرنا على صورة التقرير بالنظر والإرفاق.

وقد وجدنا مرفقاً بها صورة بالآلة الكاتبة من تقرير آخر مقدم من محمد صفوت الشريف تقع في ثلاث ورقات ويتحدث فيها عن المشروعات التجارية التابعة لإدارة المخابرات.

وقد أشرنا عليها أيضاً بالنظر والإرفاق.

كما وجدنا مرفقاً أيضاً صورة أخرى من تقرير يتكون من ورقتين محررة بالآلة الكاتبة عن عمليات تسجيل تمت في عيادة الدكتور/ عبد الحميد الطويل زوج مريم فخر الدين وفي منازل كل من فريد الأطرش ونادية لطفي ومديحة يسري وينتهي هذا التقرير بتعليق جاء به أنه كان هناك اهتمام بالحصول على وسائل سيطرة على بعض المندوبات رغم أنهن لم يشتركن في عمليات هامة، كما أنه كانت تصرف مكافآت عقب عمليات غير هامة ولا تستحق المكافأة على عكس ما كان يجري بالنسبة لعمليات أخرى على مستوى عال بالنسبة لعمل المخابرات. كما أنه كان يجري استخدام المترجمين في إتمام عمليات الكنترول الخاصة بالوسط الفني.

وقد أشرنا على هذه الصورة أيضاً بالنظر والإرفاق.

وحيث كنا قد نبّهنا بحضور محمد صفوت الشريف.

وحيث حضر فقد دعوناه وسألناه بالآتي قال:

اسمي: محمد صفوت محمد الشريف واسمي الحركي "موافي" سن 35 ــ رئيس منطقة عمليات

بإدارة المخابرات العامة سابقاً وبالمعاش

حالياً ــ ومقيم/ 347 شارع رمسيس.

س: ما العمل الذي كنت تقوم به في إدارة المخابرات العامة؟

جـ: أنا التحقت بإدارة المخابرات العامة منذ سنة 1957 وكنت قبل ذلك أعمل ضابطاً بالجيش وبعد انضمامي للمخابرات تدربت في الفرقة ثم عملت كضابط وحدة ميدان في التحريات والمراقبات لمدة حوالي سنة وبعد ذلك تفرغت لعملية خاصة وهي عملية الجاسوس فؤاد محرم ثم عملت في تدريب بعض العاملين بالإدارة حتى سنة 1962 حيث عملت في قسم المندوبين بالمجموعة 98 وكنت رئيس مكتب فرعي هو مكتب الهيئات الدبلوماسية وكان يرأس قسم المندوبين في ذلك الوقت جمال عباس واسمه الحركي "محرم" ثم عينت في أوائل سنة 1963 رئيساً لقسم المندوبين حتى ديسمبر سنة 1964 وتخلل هذا انشغالي في فرقة تدريب ضباط من نوفمبر سنة 1963 حتى إبريل سنة 1964. وتفرغت بعد ذلك أي بعد ديسمبر سنة 1964 لتدريب فرقة ضباط أخرى حتى يوليو سنة 1965 وفي الوقت ده شكلت هيئة الأمن القومي وضمت المجموعة 98 والمجموعة 52 الخاصة بالنشاط والأمن الداخلي بما في ذلك قسم المندوبين الذي كان تابعاً أصلاً للمجموعة 98، وعينت رئيساً لمنطقة العمليات
(410) لتي كانت تضم وحدات المراقبات والتحريات وقسم المندوبين وكان يرأس هيئة الأمن القومي حسن عليش الذي كان من قبل رئيساً للمجموعة 98 وكانت المنطقة التي أرأسها تابعة لإدارة العمليات التي يرأسها جمال عباس والتي تتبع بدورها هيئة الأمن القومي واستمريت في هذا العمل حتى 26/8/1967 وهو تاريخ التحفظ عليّ وأخطرت بإحالتي للمعاش في 26/9/1967.

س: هل هذه التقارير مقدمة منك؟ "عرضنا عليه صور التقارير السابق إثباتها".

جـ: أيوه هذه صور لتقارير كتبتها بعد التحفظ عليّ وأذكر أني سلمتها لأحمد الطاهر محمد رئيس الإدارة الفنية بهيئة الأمن القومي وقد شرحت فيها عمليات الكنترول أو السيطرة التي كانت تتم عن طريق قسم المندوبين منذ أن نشأت الفكرة فيها عام 1963 وحتى سبتمبر سنة 1966 الذي انتقلت فيه هذه العمليات الخاصة من قسم المندوبين إلى رئاسة هيئة الأمن القومي على أثر نقل ضابط النشاط العام الذي كان مختصاً بهذه العمليات من قسم المندوبين إلى إدارة العمليات برئاسة هيئة الأمن القومي مما ترتب عليه انفصال هذه العمليات عن قسم المندوبين وبالتالي عن المنطقة التي كنت أرأسها وأصبحت تتبع رئاسة الهيئة مباشرة، وضابط النشاط العام الذي أقصده هو محمود كامل شوقي واسمه الحركي "شريف".

س: وما المقصود بعمليات الكنترول؟

جـ: عمليات الكنترول والتي كان يطلق عليها أيضاً العمليات الخاصة أو بعبارة أدق التي كانت جزءاً من العمليات الخاصة يقصد بها الحصول على صور أو أفلام تثبت وجود علاقة جنسية مشينة للشخص المطلوب السيطرة عليه حتى يمكن استغلال هذا الأمر في أعمال المخابرات في الضغط على هذا الشخص علشان أشغله معايا أو تجنيده للعمل لحساب المخابرات وقد تستخدم هذه العمليات على مستوى سياسي كسلاح في يد الدولة بالنسبة للشخصيات الكبيرة في البلاد الأخرى وأحياناً أعمل الكنترول على شخص مجند فعلاً لضمان ولائه لجهاز المخابرات وإيجاد وسيلة استخدمها في الوقت المناسب للضغط عليه إذا ما حاول أن يقوم بعمل مضاد لي أي لجهاز المخابرات.

وقد لا يكون الكنترول على علاقات نسائية حيث أجريت عمليات عن نواحي شذوذ جنسي بالنسبة لبعض الأجانب، وكان عندنا مندوبات في القسم لاستغلالهم في تنفيذ العمليات مقابل مكافآت كانت تصرف لهن، وكانت تتم عمليات تجنيد المندوبات بعد ترشيحات وتجرى تحريات كاملة عنهن ويتم الكشف عنهن في الآداب والمباحث العامة ويمروا بجميع مراحل التجنيد المختلفة حسب النظام المتبع في قسم المندوبين وبعد التجنيد الذي لا يتم إلا بعد تصديق السيد/ حسن عليش شخصياً يتم وضع خطة تشغيل وتحديد قيمة المكافأة الشهرية والتي يصدق عليها السيد/ حسن عليش أيضاً إذ كانت جميع المكافآت التي تصرف للمندوبين عموماً بتصديق منه.

س: وكيف نشأت الفكرة في إجراء هذه العمليات وكيف سارت، وما الذي انتهت إليه؟

جـ: بدأت الفكرة في إجراء عمليات الكنترول في نهاية سنة 1962 أو بداية سنة 1963 وكان ذلك على أثر مؤتمر عقده حسن عليش لضباط قسم المندوبين الذي كان يرأسه في ذلك الوقت جمال عباس واقترح حسن عليش في هذا المؤتمر عدة اقتراحات لتطوير العمل في قسم المندوبين وكان من ضمن هذه الاقتراحات استخدام العنصر النسائي في الحصول على وسائل سيطرة تستخدم في تجنيد الأجانب والدبلوماسيين للحصول على معلومات تفيد في أعمال المخابرات وكمرحلة من مراحل تجنيدهم بمعنى أن السيدات ينشئوا علاقات مع هذه الأهداف ويتم تصويرهم في أوضاع مشينة لاستغلالها في الغرض سالف الذكر.

وأشار حسن عليش في المؤتمر إلى أن هذه الوسيلة تستخدم في أعمال المخابرات في الدول الأجنبية واحنا فعلاً كنا من قبل كده بندرس المسألة دي ضمن الفرق التي كنا نتدرب فيها على أعمال المخابرات إنما كانت مجرد مبادئ على الورق فأراد حسن عليش بالمؤتمر الذي عقده أن يخرجها إلى حيّز التنفيذ وعقب هذا المؤتمر قام جمال عباس باعتباره رئيس قسم المندوبين بعقد مؤتمر آخر كلف فيه الضباط كل في نطاق عمله بإجراء الدراسات اللازمة لتطوير العمل في قسم المندوبين بما في ذلك تنفيذ عمليات استخدام العنصر النسائي على النحو السابق إيضاحه.

ومن مجموعة الدراسات وضع جمال عباس خطة عامة للتطوير وعرضها على حسن عليش فصدق عليها وكان من ضمنها استخدام العنصر النسائي في عمليات الكنترول وعقب ذلك نقل جمال عباس من قسم المندوبين وأنا حلّيت محله في رئاسة هذا القسم وبدأنا في تنفيذ تلك الخطة وعقد حسن عليش اجتماعاً آخر معي ومع أحمد الطاهر باعتباري رئيس القسم المختص وباعتبار أحمد الطاهر هو رئيس الإدارة الفنية التي نحتاج إلى إمكانياتها في التنفيذ.

وقال لنا حسن عليش أننا نبدأ في البحث عن المكان المناسب وتجهيزه لتنفيذ عمليات الكنترول فيه وعلي أن أتولى ترشيح المندوبات اللي يصلحوا لهذا العمل وأن أبدأ باستلام إحدى المندوبات القدامى من الزميل سمير غانم وكانت هذه المندوبة تدعى ليلى فخر الدين وقد تسلمتها بالفعل من سمير غانم وبحثت أنا وأحمد الطاهر عن شقة لإعدادها لهذا الغرض ووقع اختيارنا على شقة في منزل لا أذكر رقمه بشارع السيد المرغني بمصر الجديدة وأجرناها في أوائل سنة 1963 ولا أذكر التاريخ على وجه التحديد وكان الإيجار 23 جنيه على ما أذكر خفضت بعد ذلك بمعرفة لجنة الإيجارات إلى 12 جنيه وضمّينا لها شقة أخرى مقابلة في نفس البيت بعد حوالي أربعة شهور بإيجار مماثل وكان ذلك من وجهة نظر الأمن لأن البيت مكون من الشقتين دول فقط علشان محدش تاني يسكن معانا.

وتم تجهيز الشقة الأولى فنياً بإخفاء آلات التصوير فيها وأجهزة التسجيل وذلك بمعرفة أحمد الطاهر وهو اللي تولى استئجار الشقة تحت اسم كودي وتحت ساتر أنه يعمل بوزارة الخارجية ــ والشقة الثانية أجرتها أنا باسم كودي أيضاً وكانت مفاتيح الشقتين عهدة أحمد الطاهر وكنت آخذ منه المفاتيح لما يكون فيه عملية وأرجعها لـه تاني.

كما كان هو المسئول عن الشئون الإدارية الخاصة بالعملية والنواحي المالية من دفع إيجار أو تسديد نور ــ وكان أي مكان تستخدمه المخابرات يطلق عليه "منزل أمين" ــ وجميع عمليات الكنترول التي ذكرتها في تقريري والتي تمت في القاهرة كانت في الشقة سالفة الذكر.

وأجرنا في صيف سنة 1964 فيلا مفروشة بالإسكندرية في ميامي لا أذكر عنوانها على وجه التحديد لإجراء عمليات الكنترول الخاصة بتغطية مؤتمر القمة وأجريت فيها حوالي ثلاثين عملية على وفود العرب.

وبانتهاء العملية تركنا الفيلا ــ وفي أوائل سنة 1966 أجرنا فيلا أخرى في الهرم وراء الأوبرج للقيام فيها بعمليات الكنترول مع شقة مصر الجديدة وتم تجهيزها فنياً بمعرفة أحمد الطاهر ولكنها سلمت عقب تجهيزها لحضور كامل شوقي الذي أصبح كما سبق أن ذكرت تابعاً مباشرة لرئاسة هيئة الأمن القومي وانفصل عن قسم المندوبين وتولى هو استلام الفيلا فلا أعرف ماذا تم فيها وكان إيجارها حوالي مائة وعشرين جنيه في الشهر.

وأما الفيلا بتاعت اسكندرية فكان إيجارها حوالي سبعين جنيه شهرياً والذي تولى تأجيرها هو محمود كامل شوقي وكان الإيجار لمدة سنة دفعت كاملة على دفعتين.

وهذه هي الأماكن التي تم استئجارها لتنفيذ عمليات الكنترول فيها وقد أشرت في تقرير إلى أماكن أخرى ولكنها لا تتصل بهذه العملية وإنما كان استئجارها لأغراض أخرى خاصة بجهاز المخابرات ــ وأما بخصوص عمليات الكنترول التي تمت في شقة مصر الجديدة والتي أوضحتها في تقريري فكانت أول عملية منها خاصة بسيدة روسية الجنسية تدعى جينا ريتا كغيازينا وكانت تعمل مدرسة بمدرسة الألسن وتعمل علاوة على ذلك في السفارة الروسية وكانت على علاقة بمترجم اللغة الروسية في قسم المندوبين كمال عيد الذي قدم تقريراً لي عن هذه العلاقة فنشأت عندي فكرة البدء باستخدام هذه السيدة في إجراء عملية الكنترول تمهيداً لتجنيدها للعمل لصالح جهاز المخابرات داخل السفارة الروسية وعرضت خطة الموضوع على حسن عليش وصدق على تنفيذ العملية وتمت بنجاح وأخذنا للسيدة المذكورة فيلماً 35 مم أثناء عملية جنسية بينها وبين كمال عيد، والذي أشرف على هذه العملية أحمد الطاهر وأنا وحمدي الشيخ واسمه الحركي "حماد" وكنا نتواجد في حجرة العمليات بالشقة وهي منفصلة عن الحجرة التي تجرى فيها العملية الجنسية وعن باقي الشقة ولها مدخل خاص خلفي من باب المطبخ وكان أحمد الطاهر يتولى عملية التصوير وأنا كنت أساعده فيها وكذلك عملية التسجيل الصوتي وحضر حمدي الشيخ بصفته ضابط عمليات المجموعة 98، ولم نستغل هذه العملية نظراً لأن السيدة الروسية المذكورة غادرت البلاد بعدها بحوالي شهر مغادرة نهائية لم يكن هناك متسع من الوقت للاتصال بها واستغلال عملية الكنترول في تجنيدها.

وكان نظام العمل اللي مشينا عليه بناء على تعليمات حسن عليش هو أن أحمد الطاهر بمجرد انتهاء العملية يأخذ الأفلام والتسجيل الصوتي ويتولى بمعرفة إدارته الفنية تحميضه وطبع الأفلام وتسليمها بعد ذلك لحسن عليش شخصياً الذي يقوم بحفظها في الأرشيف السري الموجود داخل مكتبه وأنا عملت سجل أطلقت عليه "سجل العمليات الخاصة" وكنت أثبت فيه كل عمليات الكنترول التي تجرى وكان يحتوي على اسم الهدف أي الشخصية المعمول عليها الكنترول وعمله واسم المندوبة أو المندوب بتاعنا في العملية وكذا أسماء الضباط المشتركين في تنفيذ العملية وتاريخ تنفيذها وكنت أنا احتفظ بهذا السجل كما كان أحمد الطاهر يحتفظ بسجل مماثل كما كان يوجد نسخة ثالثة منه داخل أرشيف حسن عليش وكان أحمد الطاهر هو الذي يتولى التسجيل في تلك النسخة أيضاً وبعد كده سلمت النسخة اللي عندي لحسن عليش بعد نقل العمليات الخاصة من قسم المندوبين إلى رئاسة هيئة الأمن القومي في سبتمبر سنة 1966.

(إمضـــاء)

ملحوظة:

اكتفينا بهذا القدر من استجواب المذكور على أن نواصل استجوابه في المساء ووقع في نهاية أقوالـه.

تمت الملحوظة رئيس النيابة

(إمضــــــــــاء)

وأقفل المحضر على ذلك عقب إثبات ما تقدم حيث كانت الساعة 3,60 مساء،،،

رئيس النيابة

(إمضــــــــــاء)
الجزء الثانى

أعيد فتح المحضر في تاريخه الساعة 7,35 م بمبنى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة بالهيئة السابقة.

حيث حضر محمد صفوت الشريف واستدعيناه وواصلنا استجوابه بالآتي قال:

اسمي: محمد صفوت محمد الشريف (سابق سؤالـــه)

س: ما هي سائر عمليات الكنترول التي تم إجراءها؟

جـ: أريد أولاً أن أوضح صورة لما كان يجري في غرفة العمليات بالشقة فقد كانت الغرفة مجهزة فنياً بثلاث وسائل للتصوير الأولى هي التصوير بالفيديو أي التصوير التليفزيوني وبيكون صورة وصوت وتظهر الصور على شاشة تليفزيونية مركبة أيضاً في الحجرة ومنها يتم التصوير بالسينما وبكاميرا 35 مم وهما الوسيلتين الأخرتين للتصوير ولذلك كان الأمر يقتضي وجود ثلاثة أشخاص لتشغيل هذه الأجهزة أثناء العملية بالإضافة إلى أجهزة تسجيل للصوت.

والنواحي الفنية في الموضوع كانت من اختصاص رئيس القسم الفني وهو أحمد الطاهر وهو الذي كان يتلقى العمليات اللازمة في هذا الشأن من حسن عليش وبالتالي فقد كان هو المسئول عن طبع الأفلام وتبويبها وحفظها في أرشيف حسن عليش وكان هو المسموح لـه بالتردد على مبنى إدارة المخابرات وأما أنا فكانت طبيعة عملي في الميدان لا تسمح لي بالتردد على مبنى الإدارة وكان عملي خلال العشر سنوات التي عملتها في إدارة المخابرات في خارج الإدارة بالمنازل الآمنة.

وأما بخصوص العمليات التي بعد عملية السيدة الروسية السالف ذكرها فقد كانت العملية الثانية هدفها مستشار السفارة اليوغسلافية في ذلك الوقت أي سنة 1963 ولا أذكر اسمه وقد نجحت المندوبة ليلى فخر الدين في التعرف عليه وأبلغتني بذلك في استخدامها في عمل كنترول عليه باعتبار أن الغرض الأساسي من عمليات الكنترول هو الاستفادة منها في أعمال المخابرات وتمت العملية ولكنها لم تستغل وحفظت في الأرشيف.

وتمت بعد ذلك عمليات أخرى على عدد من الأجانب وجميعها مسجلة في سجل العمليات المحفوظ بأرشيف العمليات الخاصة واقتضى الأمر توسيع قاعدة المندوبات من النساء وصدرت تعليمات بذلك من حسن عليش وأنا جندت حوالي أربعة أو خمسة من السيدات دول خلال عامي 1963، 1964 ومن حوالي مارس سنة 1963 صدرت تعليمات من حسن عليش بأن يكون هناك ضابط مسئول عن العمليات الخاصة هو محمود كامل شوقي وكان في ذلك الوقت رئيساً لمكتب النشاط العام وبدأ يقوم بمهمته كمسئول عن العمليات الخاصة تحت إشرافي لأنه كان يتبع قسم المندوبين الذي أرأسه.

وكان حسن عليش يتابع بنفسه سير العمل بالنسبة للعمليات الخاصة ويصدر التعليمات اللازمة بشأنها كما أنها كانت لا تتم إلا بتصديق منه وكانت هناك خطة عامة أساساً بالنسبة لعمل الكنترولات وهي أن تتم بالنسبة للأجانب وأعضاء الوفود الذين يمكن الاستفادة منهم في أعمال المخابرات ولكن إلى جانب هذه الخطة العامة فقد كان حسن عليش يعطينا أوامر باحتياجات محددة أي بعمل كنترولات عن أشخاص يحددهم هو بنفسه، وكان يتابع بنفسه خطة وتنفيذ هذه الاحتياجات واحنا كنا بننفذ الأوامر التي يصدرها.

ومن ذلك عملية خاصة بالممثلة سعاد حسني تمت في حوالي أكتوبر أو نوفمبر سنة 1963 حيث اتصل بي حسن عليش وطلب مني إجراء عملية كنترول عليها كما أصدر نفس الأمر لمحمود كامل شوقي وكان الأخير قد اقترح من حوالي شهرين سابقين على حسن عليش أن يتم تجنيد بعض السيدات من الوسط الفني للعمل معنا ضمن خطة لتوسيع قاعدة المندوبات وكانت سعاد حسني من ضمن الأسماء المقترحة ولكن حسن عليش وقتها لم يوافق على التجنيد من الوسط الفني وقال دول ناس كلامهم كتير ومافيش داعي دلوقتي. ولما كلمني بعد كده بشهرين قال لي أنه عاوز ينفذ الموضوع الخاص بسعاد حسني فوراً ويتعمل عليها كنترول وقال لي اتصل بمحمود كامل شوقي علشان تتفاهم معاه وتعطيه التعليمات اللازمة وأنا حا أكلمه وفعلاً اتصل به وأعطاه نفس التعليمات حسبما سبق أن ذكرت.

وبناء على ذلك اتصل محمود كامل شوقي بإحدى مندوباته وتدعى "ريري" وفهم منها أن الممثلة ليلى حمدي هي اللي تقدر تجيب سعاد حسني مقابل مبلغ 300 جنيه على ما أذكر وأن سعاد ما تحبش تتصل بمصريين وإنما اتصالاتها بتكون بأجانب أو عرب.

وعرضنا هذا الكلام على حسن عليش فأعطى تعليمات باستخدام ممدوح كامل مترجم اللغة الفرنسية في قسم المندوبين ليتظاهر بأنه فرنسي وعلى هذا الأساس يتصل بسعاد حسني.

وكان ممدوح في الوقت ده يعيش فعلاً تحت ستار أنه فرنسي في عملية أخرى خاصة الإدارة، وعلى ذلك قمت باستدعائه وعرضت عليه الموضوع فأبدى استعداده وسلمته لمحمد كامل شوقي ليستخدمه وحصل تعارف بين ممدوح وسعاد حسني عن طريق ليلى حمدي المشهورة برفيعة هانم وأعطاها 300 جنيه كنت قد سلمتها لـه من نقود قسم المندوبين واصطحبها إلى شقة مصر لجديدة وأجريت عملية الكنترول عليهما أثناء ممارسة العملية الجنسية معها.

وقد قمت أنا وأحمد الطاهر وصلاح شعبان بتنفيذ العملية من ناحية التصوير الذي تم بطريقتين الطريقة الأولى هي التصوير بكاميرا 35 مم والطريقة الثانية هي التصوير السينمائي 8 مم وكانت هذه أول مرة تستخدم فيها هذه الطريقة الأخيرة في عمليات الكنترول.

وكان أحمد الطاهر تولى التوجيهات في هذا الشأن بناء على التعليمات الصادرة لـه من حسن عليش، وقد فوجئت في ذلك اليوم بحضور صلاح نصر رئيس المخابرات إلى غرفة العمليات بصحبة حسن عليش وأشرفا على تنفيذ العملية وأنا استغربت من حضور صلاح نصر وكان حضوره مفاجأة لي لأن دي كانت أول مرة يحضر فيها بنفسه تنفيذ عملية كنترول ومحدش قال لي أنه جاي وكان يعطينا تعليمات بإتقان التصوير.

وقبل وصول صلاح نصر وحسن عليش حضر لنا محمود كامل شوقي كما أن يسري الجزار حضر العملية أيضاً وكان جاي معايا ولاحظت أثناء تنفيذ العملية أن صلاح نصر أصدر أمراً ليسري الجزار ومحمود كامل شوقي باقتحام غرفة النوم وضبط سعاد حسني متلبسة وقد تم ذلك فعلاً.

وعقب ذلك تم اصطحابهما بمعرفتهما وبناء على أوامر من صلاح نصر أيضاً إلى مبنى الاستجواب بإدارة المخابرات وإيهامهما بأن الشخص الذي كان معها وهو ممدوح كامل هو جاسوس فرنسي وعرض عليها يسري الجزار في مبنى الاستجواب أن تعمل مع المخابرات مقابل ستر فضيحتها وقد وافقت على ذلك وحررت بناء على طلب يسري تقريراً بواقعة وظروف تعرفها بممدوح كامل حتى القبض عليها ونموذج شخصي مطبوع يحرره المندوبون ويحتوي على بيانات شخصية عن المندوب وهو نموذج أشبه بالكراسة ويعرف عندنا باسم
P.R.Q. ونموذج آخر مطبوع عبارة عن إقرار بالموافقة على العمل مع المخابرات يحرره المندوبون أيضاً.

وأعطاها يسري الجزار تعليمات بأن يكون اتصالها في العمل بمحمود كامل شوقي وهو اللي يعطيها التوجيهات اللازمة بخصوص العمل وقد تولى محمود كامل شوقي وصلاح شعبان بعد ذلك توصيلها لمنزلها وجابوا منها الفلوس اللي كانت أخدتها من ممدوح كامل وهي 300 جنيه كما سبق أن ذكرت وسلموني المبلغ ورجعته للخزينة تاني.

وفي نفس اليوم بعد انصراف سعاد حسني تقابل حسن عليش مع ممدوح كامل وشكره على المجهود اللي عمله وقال لي أن المدير صلاح نصر أمر لـه بمكافأة قدرها مائتي جنيه وكانت الفلوس مع حسن عليش وسلمها في وقتها لممدوح.

وأنا تقديري الشخصي لهذه العملية الخاصة بسعاد حسني أنه لم يكن ثمة ما يدعو لاقتحام الغرفة عليها أثناء وجودها مع ممدوح والاكتفاء بمواجهتها بالصور التي حصلنا عليها من عملية الكنترول خاصة وأن الاقتحام تم أثناء ممارسة أوضاع جنسية وكانت سعاد عريانه وأذكر أنه في مرحلة من مراحل العملية كانت سعاد وممدوح متغطيين بملاية وكان ذلك من ضمن الأسباب التي دفعت إلى التفكير في الاقتحام إنما هذا لا يمنع من أننا التقطنا لهم صور قبل ما يتغطوا بالملاية، وقد كانت هذه العملية الخاصة بسعاد حسني هي أول عملية نلجأ فيها إلى هذا الأسلوب في التجنيد وهو ضبطها متلبسة.

والحكاية دي بما لها من انعكاس على نفسيتها جعلتنا أنا ومحمود كامل شوقي نفكر في أننا نصلح نفسيتها في الأول قبل ما نشغلها حتى يكون عملها بدافع وإيمان وليس فقط تحت تأثير الخوف وعرضنا هذا الأمر على حسن عليش فوافق عليه ولذلك رحت أنا وهو ومحمود كامل شوقي عندها في البيت بعد كده وقدم لها حسن عليش بعض هدايا عبارة عن ساعة يد وراديو ترانزستور.

وكان المفروض كما سبق أن ذكرت أن يكون اتصالها في العمل بمحمود كامل شوقي وفعلاً كان يتصل بها تليفونياً وتمت مقابلات بينهما حسب علمي منه واستمر الحال على هذا النحو حوالي شهرين أو ثلاثة وبعد ذلك سافر في مأمورية بالخارج فأعطاها قبل سفره تعليمات بأن يكون اتصالها بي وكلمتها في التليفون مرة أو اثنين وقابلتها مرة واحدة في الشارع وكانت هي في عربيتها وأنا في عربيتي كما تتم عادة المقابلات السرية للمندوبين واتكلمت معاها حولي ربع ساعة وأعطيتها تلقين بأنها تعيد اتصالاتها بالأجانب والشخصيات اللي كانت متصلة بها قبل كده لأننا لاحظنا أنها بعد العملية التي أجريناها معها بدأت تحد من خروجها واتصالاتها.

وبعد كده كنت باتصل بها أنا ومحمود كامل شوقي بعد عودته من الخارج وماكناش بنلاقيها لأنها كانت مشغولة في بعض الأفلام واحنا كمان انشغلنا وسافرنا إسكندرية للاستعداد لمؤتمر القمة وكان معانا حسن عليش في إسكندرية وسألنا عن اتصالنا بسعاد فأوضحت لـه الصورة واننا مش عارفين نتصل بيها فقال لي هي موجودة هنا والا في مصر فقلت لـه ما اعرفش فقال لي أنا اعرف انها نازلة في المعمورة ورحنا سوا على هناك وسألنا عنها وتبين أنها موجودة هناك فعلاً وقابلناها وأعطاها حسن عليش توجيهات بخصوص انها تعمل معنا أثناء مؤتمر القمة الذي عقد في الإسكندرية في صيف 1964 فقالت انها مشغولة وحاتحاول واللي حصل انها لم تتصل رغم ان محمود كامل شوقي اتصل بها أيضاً بعد ذلك في القاهرة لتأكيد الأمر ووجوب مساهمتها معنا في تغطية مؤتمر القمة وقالت لـه اننا قابلناها في اسكندرية وكلمناها في نفس الموضوع.

وبعد حوالي شهر في أواخر صيف سنة 1964 اتصل بي يسري الجزار وقال لي هي سعاد حسني اسمها إيه بالكامل فقلت لـه ما اعرفش ولم يفصح لي عن الغرض من هذا السؤال ولكن أعقب ذلك أن اتصل بي حسن عليش وأعطاني تعليمات بوقف الاتصال بها نظراً لكونها تردد انها على اتصال بالمخابرات مما يخل بأمن الجهاز وأنا بدوري نقلت هذه التعليمات لمحمود كامل شوقي كما أن حسن عليش اتصل به بعد ذلك وأكد لـه هذا الكلام وفعلاً قطعت أنا ومحمود اتصالنا بها نهائياً ومن وقتها ما اعرفش عنها حاجة ولم تقم بأي مجهود للمخابرات خلال فترة اتصالها بنا وبالتالي لمم تتقاض أي مكافآت.

وأعقب عملية سعاد حسني عملية أخرى خاصة بشريفة ماهر في أواخر سنة 1963 بعد كنترول سعاد حسني بحوالي 15 يوم وقد صدرت الأوامر بخصوص هذه العملية من حسن عليش حيث اتصل بي وكلفني بعمل كنترول على شريفة ماهر بالاشتراك مع محمود كامل شوقي وقال لي أنه اتصل بالأخير أيضاً وأعطاه التعليمات اللازمة.

لم يوضح لنا حسن عليش الغرض من هذه العملية واحنا أيضاً لم نسألـه على أساس ان ده أمر صادر منه يتعين تنفيذه حسب مبادئ المخابرات التي تقتضي أن تكون المعرفة على قدر الحاجة ولم تكن شريفة ماهر من ضمن المرشحات من قبل للتجنيد، ولذلك لم يكن الغرض من هذه العملية واضحاً لي.

وبناء على هذه التعليمات الصادرة من حسن عليش اتصل محمود كامل شوقي بالمندوبة ريري التي كانت على معرفة بشريفة ماهر فاتصلت بها واتفقت معها على موعد لتقديمها لأحد الليبيين لأنها برضه مكانتش بتحب تطلع مع مصريين ووقع اختيارنا بعد عرض الأمر على حسن عليش على كمال عيد المترجم بالإدارة ليمثل دور الليبي لأن شكله يساعد على ذلك ولـه أقارب ليبيين ويعرف لهجتهم وكان الاتفاق على أن تتقاضى شريفة ماهر مبلغ مائة جنيه وقد تم صرف هذا المبلغ من نقود المندوبين وسلمه محمود شوقي لريري بإيصال لتسليمه لشريفة ماهر.

وفي الموعد المحدد حضر كمال عيد مع المذكورة إلى شقة العمليات بمصر الجديدة وكنت أنا وأحمد الطاهر في غرفة العمليات ولحق بنا محمود كامل شوقي ثم فوجئنا بحضور صلاح نصر مع حسن عليش ولم أكن أعلم بأن صلاح نصر سوف يحضر ولا حسن عليش ولذا استغربت وافتكر أن حسن عليش قال يومها تبريراً لحضور صلاح نصر انه عاوز يشوف بنفسه العمليات ماشية ازاي.

ولم تتم عملية كنترول كاملة على شريفة ماهر في ذلك اليوم نظراً لكونها قالت لكمال عيد ان عندها الحيض والظاهر انها كانت عاوزة تضحك عليه وأخذنا لها بعض صور وهي معاه في الأوده لكن محصلش عملية جنسية وكانت واخده الفلوس مقدماً كما سبق أن ذكرت واستولت عليهم وقد أصدر صلاح نصر شخصياً تعليمات لنا في ذلك اليوم بضرورة أن تتم عملية كنترول كاملة لشريفة ماهر وأنها لازم تيجي تاني لإجراء هذه العملية عليها.

وبناء على ذلك أعاد محمود كامل شوقي الاتصال بريري لتتصل بالمذكورة ولكنها أي شريفة ماهر اشترطت أن تحصل على نقود أخرى وهي مبلغ مائة جنيه أيضاً على ما اذكر وتم صرف هذا المبلغ من نقود قسم المندوبين لريري بإيصال بعد التصديق على ذلك من حسن عليش وقامت ريري بتسليم المبلغ لشريفة ماهر وكان ذلك بعد أيام من العملية الأولى.

وحضرت شريفة مع كمال عيد إلى الشقة وتمت عملية كنترول كاملة لها أثناء عملية جنسية بينها وبين كمال عيد، وقد توليت أنا وأحمد الطاهر وصلاح شعبان تنفيذ العملية ولم يحضر صلاح نصر أو حسن عليش في ذلك اليوم وتسلم أحمد الطاهر الأفلام وكانت 35 مم سينما.

وبعد فترة وقبل انعقاد مؤتمر القمة قلت أنا ومحمود كامل شوقي لحسن عليش أنه مادام عندنا كنترول لشريفة ماهر فنحاول نجندها علشان نستفيد منها ولكن حسن عليش رفض الفكرة وقال: "مش كل العمليات اللي تقوموا بيها تستفيدوا انتم منها" وان العمليات لخدمة الجهاز كله ولم يفصح أيضاً عن الغرض الذي من أجله أجريت عملية الكنترول للمذكورة.

وفي يناير سنة 1964 اتصل بي حسن عليش وكلفني بعمل كنترول على برلنتي عبد الحميد ولم يفصح أيضاً عن الغرض من هذه العملية وان كان طلب قبل كده بحوالي شهرين إننا نعمل عملية تسجيل في شقتها إذ ان هناك ناس بيترددوا عليها لم يفصح عنهم واجتماعات مريبة تجرى في شقتها وأجرنا فعلاً شقة أسفل شقتها لإجراء التسجيل ولكن لم نتمكن لعقبات فنية ولما طلب حسن عليش بعد كده عمل كنترول عليها اتصلت بمحمد كامل شوقي وأبلغته بهذا الأمر ووقع اختيارنا على المترجم ممدوح كامل نظراً لأنها أيضاً تفضل الخروج مع الأجانب الغربيين وعلى أساس انه يظهر أمامها بانه فرنسي.

وحصل اتصال المندوبة ريري وبين ليلى حمدي على أساس أن الأخيرة على اتصال ببرلنتي وقد علمت ريري من خلال هذا الاتصال ان برلنتي مابتاخدش فلوس وانما تفضل الهدايا وعرضت الموضوع على حسن عليش ووافق على اننا نشتري لها هدايا في حدود مائتي جنيه وقام محمود كامل شوقي بصرف هذا المبلغ من فلوس المندوبين للمندوبة ريري التي قامت بشراء أسورة ذهب ومصحف وخاتم دهب وحصلت مقابلة بين ممدوح كامل وبرلنتي عن طريق ليلى حمدي في عربية ممدوح وعرض على برلنتي الهدايا ولكنها رفضت تاخدهم وأعادهم لي ممدوح بعد ذلك فاحتفظت بهم وبعدين سلمتهم لحسن عليش.

ولما برلنتي رفضت تاخد الهدايا قالت لممدوح انها مش عاوزة منه حاجة وتبقى فيه علاقة صداقة بينهم وفعلاً اتصل بها أكثر من مرة وسهروا في أماكن عامة وكان يظهر لها انه غني ثم أخبرني بعد ذلك بأنها عاوزة تتجوزه ــ وانا أعطيته تعليمات بأنه يستمر على اتصال بها ويستدرجها لشقة العمليات تمهيداً لعمل الكنترول عليها وكان ذلك بناء على تعليمات صادرة لي من حسن عليش وفعلاً تمكن ممدوح من إحضارها للشقة ولكنها جابت معاها اختها وكان المفروض انه ياخد معاه فلوس كثيرة في هذا اليوم لتعزز ما يتظاهر به من ثراء ولكني لم اعطيه الفلوس وقلت لـه اني حا احطهم لـه في الشقة في مكان معين تحت مفرش أودة السفرة ــ وأنا فضلت ذلك لأني خفت من ان الفلوس تقع منه على ما اذكر.

وفعلاً حطيت لـه أنا وأحمد الطاهر مبلغ خمسمائة جنيه تقريباً من فلوس قسم المندوبين تحت المفرش وحضرت برلنتي معه للشقة ومعاها اختها كما سبق أن ذكرت ودخلت معاه أودة النوم وهزر معاها شوية وفتح لها سوستة الفستان اثناء وجود اختها خارج الحجرة وكنت انا وأحمد الطاهر بنصور وأخدنا لها صورتين فقط 35 مم إحداها أثناء فتح سوستة الفستان والأخرى وهو بيشدها عليه ولم تحصل عملية جنسية وممدوح وراها الفلوس اللي كنت حاطتها لـه وبعد انصرافهم من الشقة دخلت أنا وأحمد الطاهر علشان أخد الفلوس تاني فوجدت ان المبلغ ناقص 360 جنيه وافتكرت في الأول ان ممدوح اخدهم في جيبه ولكنه لما رجع لنا قال لي انه ما اخدش حاجة فشكينا في ان تكون شقيقة برلنتي هي التي استولت على ذلك المبلغ أثناء انشغال ممدوح مع اختها واقترحت على ممدوح انه يتصل تليفونياً ببرلنتي ويهددها لتعيد لـه المبلغ وقام أحمد الطاهر بتسجيل المكالمة.

ولكن برلنتي أنكرت وبلغنا حسن عليش فزعل من اللي عملناه وأخذ يلوم أحمد الطاهر ويقول لـه ازاي تعمل تسجيل بدون إذني وقال لنا إيه يعني 360 جنيه دي عملية مهمة وواحدة زي برلنتي لما نجندها نستفيد منها بأضعاف هذا المبلغ وأعطى تعليمات لممدوح كامل بأنه يستمر على علاقته بها لغاية ما نعمل كنترول ولكن أنا كنت متغاظ من ضياع المبلغ فكلفت ممدوح بأن يتصل بها مرة أخرى ويهددها بإبلاغ السفارة بتاعته باعتبار انه تظاهر أمامها بأنه فرنسي فطلبت منه أن يقابلها والظاهر انها خافت فأعطته المبلغ في المقابلة وقد تمت في البيت عندها وكان هو نفس المبلغ الفاقد لأنها كانت فلوس جديدة وأرقامها مسلسلة وقد تسلمتها من ممدوح بعد ذلك وأعدتها للخزينة وبلغت حسن عليش فقال لي يبقى مش حانقدر نتصل بيها تاني وانتهى الموضوع على كده.

محمد صفوت الشريف (إمضـــاء)

ملحوظة:

اكتفينا بهذا القدر من استجواب المذكور ووقع في نهاية أقوالـه على أن نواصل استجوابه مساء الجمعة 1/3/1968.

تمت الملحوظة رئيس النيابة

(إمضـــــــاء)

وأقفل المحضر على ذلك عقب إثبات ما تقدم حيث كانت الساعة 2,10 من صباح يوم الجمعة الموافق 1/3/1968.

رئيس النيابة

(إمضــــــــاء)

يتبع ان شاء الله

الخميس، 14 أبريل 2011

حبس مبارك لحظة تاريخية

كنت أظن أنه مفيش فايدة على رأى "سعد زغلول" وكنت أظن أن المصريين عبيد لمن يملكهم كما قال "ابن اياس"  ولكن ماذا أقول الان 
عذرا لهذا الشعب شبابه وشيوخه نساؤه و أطفاله ....أعتقد أنها لا تكفى 
لا يكفى الا أن نقبل نحن وكل من يعيش خارج مصر الان أيدى بل و أقدام كل من ساهم فى ارجاع الكرامة ....فى ارجاع الامل
لا أملك الان الا ان أكون متفائلا.






دعاء أعجبنى

اللهم بارك لى فيما رزقتنى وأقنعنى بما أعطيتنى و أخلف على كل غائبة لى منك بخير