الجمعة، 6 مايو 2011

Hereafter

كيف يكون شعورك عندما تفقد انسانا عزيزا عليك ،أخوك أو ابوك أو أمك ؛أعتقد أنك سوف تكون حزينا...ربما تقف حياتك عند هذه اللحظة ، لكن هل خطر فى بالك انك يمكن أن تتواصل مع هذا الشخص تسمع منه رأيه فى بعض الأمور التى تخصك أو تسمع منه أعتذارا بشأن خطأ أخطأه فى حقك أو نصيحة كى تواصل حياتك ولا تقف عند لحظة فقده ........هذا هو محور أحداث فيلم كلينت ايستوود الجديد .
دائما يبهرنى هذا المخرج العبقرى بقدرة فذة على اخراج أفضل ما فى الممثل بل و النص الذى يخرجه، فها أنت ترى "مات ديمون" فى دور جديد عليه كليا ...دور يأخذك الى افاق بعيدة يجعلك تفكر تتخبط بشأن الحياة الاخرى بشأن أناس ربما فقدتهم وتتمنى رؤيتهم تتمنى التواصل معهم فهل ذلك ممكن؟
"ماركوس" طفل صغير يعيش مع أمه مدمنة الهيروين و أخاه التوأم "جاسون" و هما كل حياته ،ارتباطه بأخيه يجعله يعتمد عليه فى كل صغيرة وكبيرة من شئؤون حياته ،يعتنيان بأمهما التى تحاول وحدة الرعاية الأجتماعية أن تأخذهما منها وهما يحاولان أن يمنعا ذلك بكل الطرق . يخرج "جاسون" فى يوم من الأيام لشراء الدواء لأمه و فجأة يموت "جاسون" بعد محاولة هرب فاشلة من مجموعة من اللصوص الصغار ايضا .تخيل حياة طفل صغير بعد أن يفقد أخاه و محور حياته ....هنا تجد كلينت ايستوود فى ابداع اخراجى من الطراز الأول فى توظيف تعبيرات و مشاعر طفل صغير ليجعلك تغوص فى محور حياة هذا الطفل الذى يتمتع بقدرة فائقة على التمثيل.
"مات ديمون" شخص موهوب له قدرة على التواصل مع أناس من العالم الآخر يقلبل هذا الطفل صدفة و يتعرف الطفل عليه من خلال موقع انترنت خاص بهذا المعالج الروحانى و يطلب منه أن يتواصل مع أخيه يرفض فى البداية و بشدة ثم يوافق فى النهاية بعد أن يشعر بالتعاطف معه فى النهاية ويحكى له عن "جاسون" أخاه السعيد فى العالم الآخر و الذى يطلب من ماركوس أن ينساه و يستمر بحياته و أن يبدأ فى الاعتماد على نفسه.
الغموض الذى نشعر به تجاه الموت و ذلك الخوف و الحزن من فقدان شخص نحبه هو محور واحد من أروع الأفلام إخراجا و أداءاً "Hereafter" .
 مازال الأنسان يحاول أن يفهم لماذا يموت ؟ لماذا نفقد من نحب ؟ ربما كانت لدينا إجابات من الدين .....لكن نظل نتسآءل عن جدوى هذه الحياة التى سوف تنتهى يوما ما؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق