السبت، 14 مايو 2011

أنا كمان أؤيد البرادعى من أول مرة سمعته بيتكلم لما مبارك كان بيكرمه بعد ما أخذ جائزة نوبل ............نفسى الاقى المقطع ده

   
 بقلم بلال فضل
لامني صديق لأنني أعلنت في أكثر من موضع تأييدي المبكّر للدكتور محمد البرادعي كمرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، قائلا إنه كان يتوقع مني أن أكون حياديا، وفوجئت بأن عددا من القراء يشاركون صديقي في هذا اللوم؛ نظرا للاعتقاد الشائع لدى البعض أن كاتب الرأي يفترض به أن يعبّر عن آراء القراء، مع أن كاتب الرأي لا يفترض به أبدا أن يكون حياديا، بل يجب أن يكون منحازا لموقف ما في جميع القضايا المطروحة، تاركا للقارئ حق الاقتناع برأيه أو رفضه أو حتى لعنه.

أيوه، أنا أحب الدكتور محمد البرادعي، وأؤيده كمرشح رئاسي؛ ليس لأنه لعب دورا في اندلاع الثورة لا ينكره إلا جاحد، فالثورة أكبر وأعظم من أن تُنسب إلى شخص أو إلى جيل أو حتى إلى ميدان بعينه، بل أؤيده لأنني أرى أنه يمكن أن يقدّم الكثير لمصر من خلال المشروع الحضاري الشامل الذي يمتلكه، وبفضل رؤيته العالمية التي يمكن أن تضع مصر في المكان الذي يليق بها؛ لأنني أعتقد أن جزءا من خلاص مصر يكمن في أن يتخلى قادتها عن محليتهم المفرطة ورؤيتهم الضيقة.

بالطبع من حقك أن تختلف معي حول رؤيتي للبرادعي ومشروعه، من حقك أن تكرهه أو تعارضه وتنحاز لأي مرشح رئاسي آخر، خاصة أن الساحة أصبحت ملأى بالمرشحين الرئاسيين المحترمين والحمد لله.

من حقك أن تعتبر إقامته خارج مصر لفترة طويلة عيبا ينتقص منه، مع أنني أراه ميزة تحسب له؛ لأنها تجعله قادرا على رؤية مشاكلنا بشكل مختلف ربما كنا أحوج إليه الآن.

من حقك أن تراه فاقدا للجاذبية والكاريزما، مع أن ذلك تحديدا ما يشدني إليه أكثر من كل مرشح يمتلك جاذبية ربما فرحنا بها الآن وبكينا بسببها غدا، عندما تصنع منه الجماهير طاغوتا جديدا.

من حقك أن توجّه أي اتهامات موضوعية للرجل، لكن ليس من حقك أن تصيب هذا الرجل بجهالات ظالمة ترددها دون أن تتبين من مصدرها أو تناقشها قبل أن تتبناها، كأن تردد مثلا أنه لعب دورا في تدمير العراق، مع أنك لو دخلت إلى شبكة الإنترنت وبذلت بعض المجهود، لوجدت نصوصا مصورة ومترجمة تعرض مواقف الرجل المشرفة التي وقف فيها ضد الجبروت الأمريكي وقفة أكسبته احترام العالم المتقدم الذي لا يؤمن بالعنعنة والإشاعات، أو أن تردد ما يقوله بعض المغرضين عن كون البرادعي جزءا من مخطط إسرائيلي لحكم مصر، مع أنك لو بحثت في مواد الصحف الإسرائيلية المترجمة عن العبرية، لعرفت أن إسرائيل ربما تكون مرتاحة أكثر لمرشح رئاسي يشيع البعض أنه عدو إسرائيل، لن أقول لك اسمه، ابحث بنفسك واعرفه.

هنا تحديدا أدعوك لقراءة ما أرسله لي الباحث المصري الذي يدرس الماجستير الآن في الولايات المتحدة الدكتور على سامي مجاهد عن رأي في الدكتور البرادعي أعلنه مثقف شهير معادٍ للصهيونية، وهو واحد من أعدى أعداء إسرائيل في العالم، لعلك تستفيد منه بعض الشيء وأنت تبني رؤيتك للرجل، ولعلها تكون فرصة لكي تحاول البحث عن إجابات بنفسك لجميع الأسئلة التي قد تثور في ذهنك بعد قراءة هذه الرسالة.

يقول الدكتور على سامي مجاهد في رسالته: "الغرض من كتابة هذه السطور هو نقل ما سمعته وتناقشت فيه مع الدكتور نورمان فنكلستين، قد يتهمني البعض بأني أروّج للدكتور البرادعي في صراع رئاسة الجمهورية، ولكني أؤكد أن هذا ليس غرضي الأساسي هنا، وإنما غرضي هو توصيل وجهة نظر ورؤية أحد أهم العلماء والمناضلين في العالم، فيما يتعلق بمسائل الشرق الأوسط السياسية بصفة عامة، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني بصفة خاصة.

ونورمان فنكلستين، لمن لا يعرفه، هو أستاذ علوم سياسية يهودي، أُحرق والداه وكثير من أفراد عائلته في الهولوكوست، وعلى الرغم من ذلك فـهو من أكثر المدافعين عن القضية الفلسطينية في العالم، ويؤكد دائما أن ما حدث لعائلته يحتم عليه أكثر أن يكون ضد الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، على حد قوله، وفي هذا السياق، أعتقد أن هذا الرجل من المؤكد أنه قدّم للقضية الفلسطينية أكثر كثيرا من الكثير من العرب والمسلمين في آخر عشر سنوات على الأقل. هذا المقطع أحد المقاطع المعبرة عما أقول هنا:


وقد كنت محظوظا أن حضرت محاضرة له هنا في جامعة جورجيا تك (حيث أدرس للحصول على الدكتوراه)، بل كنت محظوظا أكثر أن أتيحت لي الفرصة للتحدث مع الرجل لمدة حوالي نصف ساعة.

أما عن المحاضرة فقد كانت محاضرة رائعة، لخص فيها رؤيته المنطقية للغاية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال آخر أربع سنوات، وعلى الرغم من أهمية ما قاله ﺇلا أنه ليس الغرض من هذا المقال، ولكن استوقفني شيء قاله، وكان محور حديثي معه بعد المحاضرة، وهو ما أردت أن أشرككم معي فيه هنا. فقد قال الدكتور فنكلستين أثناء تحليله لمستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إنه يرى أن أكبر تهديد لإسرائيل حاليا خصوصا في خضم الثورات العربية هو وصول الدكتور البرادعي للسلطة في مصر، قائلا بالنص في محاضرته:

"البرادعي لمن لا يعرفه هو الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية، وهو نفس الشخص الذي وقف بمنتهى الشجاعة أمام الولايات المتحدة ﺇبان محاولاتها أخذ الشرعية الدولية لغزو العراق، وقال إنه ليس هناك أي دلائل لوجود أسلحة دمار شامل هناك.

هذا الرجل أنا أعرفه جيدا وأعلم أنه بالإضافة إلى أنه سياسي محنك، هو شخص ذو مبادئ ومستقل، وقد كان ذلك أيضا واضحاً في تصريحاته أثناء اشتراك مصر في محاصرة غزة. لذلك فوصوله للسلطة في مصر سيعطي مصر الاستقلالية، التي ستجعلها تقف دبلوماسيا ضد مصالح إسرائيل، وهذا آخر شيء يريدونه هناك. فـإذا أضفنا البرادعي مع حسن نصر الله نجد إسرائيل في موقف خطير لم يحدث لها من قبل في السنوات الأخيرة على الأقل.

ولكن دعوني أؤكد مرة أخرى، طريقة نصر الله تختلف تماما عن البرادعي، حيث يؤمن الأول بما يسميه المقاومة المسلحة، بينما الآخر سياسي محنك يؤمن بالمواقف الدبلوماسية الاستقلالية والديمقراطية الشعبية، وهذا اختلاف واضح بينهما، ولكن لا ينفي أنهما يشتركان في كونهما تهديدا لمصالح إسرائيل".

الحق أنني على الرغم من أن كلامه أسعدني بمدحه في مواطن مصري قبل أي شيء، فإني قد شعرت بالأسى والحزن والخزي والعار عندما قال شهادته على موقف البرادعي من حرب العراق (وهنا مفارقة غريبة؛ لأن الحديث لم يكن عن حرب العراق البتة، ولم يكن أساسا على مصر بأي طريقة مباشرة). قطعا تعلمون سبب حزني، في أن أسمع شهادة فخر واعتزاز بعالم مصري، على بعد آلاف الأميال عن مصر من شخص أمريكي، وأرى علامات الإعجاب والتقدير على وجوه الحاضرين من مختلف الجنسيات، وفي نفس الوقت كنت قد تناقشت وقرأت من قبل وأعلم رأي الكثير من أبناء وطني الذين لم يزالوا مخدوعين ومصدقين لصورة الرجل المضللة التي شوهها إعلام النظام البائد!!! بل لقد رحت أفكر ماذا سيكون رد فعل الدكتور نورمان وكل الحاضرين لو قلت لهم إن كثيرا من المصريين يعتبرون الرجل "عميلا أمريكيا" أو "هو اللي دخّل أمريكا العراق"، على حد قولهم، وغيرها من الاتهامات السخيفة والمستفزة.

المهم أنني حاولت، بعدما سمعت كلامه هذا، أن أتناقش معه بعد المحاضرة، وقد نجحت في ذلك كما وضحت سابقا، فبعدما شكرته على محاضرته، وعرّفته بنفسي، سألته عن رأيه في البرادعي بالتفصيل، فقال: "الحقيقة أن البرادعي من أكثر الشخصيات التي عرفت احتراما، هو سياسي محنك، بارع في المفاوضات، لديه عزة نفس، وثبات على المبادئ غير عادي، أعتقد أنه قادر على قيادتكم للريادة والتقدم بكل تأكيد، بالإضافة إلى أنه من المؤكد أن يعيد عزة النفس والكرامة المصرية التي أهدرت مع الأسف، ولكن دعني أسألك أنا بما أنك تبدو لي متابعا جيدا وشابا متحمسا: ماذا ترى من فرص الرجل في الفوز في الانتخابات؟"، رددت قائلا: إنني حتى هذه اللحظة، مع الأسف، أرى فُرصه ضعيفة؛ بسبب تشويه إعلام النظام البائد لصورته، بالإضافة لجهل غالبية المصريين بحقيقة الرجل التي تفضّلت سيادتك بتوضيحها، أيضا فإن بعض المصريين يرونه غير ملمّ بأحوال مصر، مع اختلافي معهم بالطبع.

فرد الرجل قائلا: "هذه خسارة بكل تأكيد؛ لأني على الجانب الآخر أستطيع أن أؤكد لك أن الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية ستفعلان كل ما بوسعهما لضمان عدم وصول هذا الرجل للحكم، بل إني أجزم لك أنهما تلعبان من وراء الستار الآن مع بعض قياداتكم وآخرين من أجل الغرض نفسه"، سألته: "هل تعتقد هذا فعلا، أم إنك تبالغ قليلا؟" فـرد قائلا: "قطعا، بل دعني أزيدك، لو أن الولايات المتحدة خُيّرت بينه وبين الإخوان المسلمين فسيختارون الإخوان بلا تردد، وأنا بالطبع أعلم أن الإخوان لن يقدموا مرشح رئاسة، ومستبعد أن يصلوا للحكم هذه المرة على الأقل، لكني أقول لك ذلك للتوضيح".

سألته بعد ذلك: "ما رأيك لو تولى عمرو موسى، الأمين الـ..."، قاطعني فورا قائلا بحدة: "عمرو موسى، أو أي شخص له علاقة بجامعة الدول العربية من قريب أو بعيد، لا يصلح لأي شيء، وسوف أكون حزينا لكم ولقضايا المنطقة لو حدث ذلك، دعني أقول لك بوضوح أكثر، عمرو موسى الشيء الوحيد الذي سيجعله يختلف قليلا عن مبارك هو أنه أصبحت هناك إرادة وحراك سياسي شعبي في مصر، سيمنع أي استبداد شبيه بعصر مبارك. كلامي هذا ينطبق أيضا على أي اسم من النظام السابق، وأعتقد أننا جميعا رأينا موقف موسى المتخاذل للغاية أيام حصار غزة، والذي كان يستطيع فعل شيء بخصوصه!".

بقي أن أذكر أن الرجل كان ملماً بالوضع والتطورات عندنا في مصر بشكل فاق حدود تصوري، فقد سألني مثلا: "ماذا حدث اليوم بالمناسبة؟ هل نجحت دعوة شباب الثورة لمليونية التطهير؟" (حيث كان اللقاء في مساء الجمعة يوم الأول من إبريل)، وغيرهما من الأسئلة المتفحصة (وكان في الحقيقة يسمعني باهتمام وتواضع أبهرني أيضا)، أُشهد الله أنني اجتهدت قدر استطاعتي في نقل كلام الرجل بدقة وصدق.

وفي النهاية، أختم بأكثر ما أسعدني مما سمعت منه؛ حيث قال لي ما ترجمته هنا إلى العامية: "تعرف أنا بقالي 15 سنة بادّي محاضرات زي دي، وكنت باقابل عرب كتير جدا، بس مع الأسف نادرا جدا ما كنت باقابل مصريين، إنما بعد ثورتكم، في آخر كام محاضرة لي لاحظت تواجد قوي ومكثف للمصريين واهتمام واضح منهم، أنا سعيد لأني حاسس إن العزة رجعت لكم، تهنئتي لكم يا مصريين".

نُشِر بالمصري اليوم
بتاريخ 2/ 5/ 2011

الجمعة، 6 مايو 2011

Hereafter

كيف يكون شعورك عندما تفقد انسانا عزيزا عليك ،أخوك أو ابوك أو أمك ؛أعتقد أنك سوف تكون حزينا...ربما تقف حياتك عند هذه اللحظة ، لكن هل خطر فى بالك انك يمكن أن تتواصل مع هذا الشخص تسمع منه رأيه فى بعض الأمور التى تخصك أو تسمع منه أعتذارا بشأن خطأ أخطأه فى حقك أو نصيحة كى تواصل حياتك ولا تقف عند لحظة فقده ........هذا هو محور أحداث فيلم كلينت ايستوود الجديد .
دائما يبهرنى هذا المخرج العبقرى بقدرة فذة على اخراج أفضل ما فى الممثل بل و النص الذى يخرجه، فها أنت ترى "مات ديمون" فى دور جديد عليه كليا ...دور يأخذك الى افاق بعيدة يجعلك تفكر تتخبط بشأن الحياة الاخرى بشأن أناس ربما فقدتهم وتتمنى رؤيتهم تتمنى التواصل معهم فهل ذلك ممكن؟
"ماركوس" طفل صغير يعيش مع أمه مدمنة الهيروين و أخاه التوأم "جاسون" و هما كل حياته ،ارتباطه بأخيه يجعله يعتمد عليه فى كل صغيرة وكبيرة من شئؤون حياته ،يعتنيان بأمهما التى تحاول وحدة الرعاية الأجتماعية أن تأخذهما منها وهما يحاولان أن يمنعا ذلك بكل الطرق . يخرج "جاسون" فى يوم من الأيام لشراء الدواء لأمه و فجأة يموت "جاسون" بعد محاولة هرب فاشلة من مجموعة من اللصوص الصغار ايضا .تخيل حياة طفل صغير بعد أن يفقد أخاه و محور حياته ....هنا تجد كلينت ايستوود فى ابداع اخراجى من الطراز الأول فى توظيف تعبيرات و مشاعر طفل صغير ليجعلك تغوص فى محور حياة هذا الطفل الذى يتمتع بقدرة فائقة على التمثيل.
"مات ديمون" شخص موهوب له قدرة على التواصل مع أناس من العالم الآخر يقلبل هذا الطفل صدفة و يتعرف الطفل عليه من خلال موقع انترنت خاص بهذا المعالج الروحانى و يطلب منه أن يتواصل مع أخيه يرفض فى البداية و بشدة ثم يوافق فى النهاية بعد أن يشعر بالتعاطف معه فى النهاية ويحكى له عن "جاسون" أخاه السعيد فى العالم الآخر و الذى يطلب من ماركوس أن ينساه و يستمر بحياته و أن يبدأ فى الاعتماد على نفسه.
الغموض الذى نشعر به تجاه الموت و ذلك الخوف و الحزن من فقدان شخص نحبه هو محور واحد من أروع الأفلام إخراجا و أداءاً "Hereafter" .
 مازال الأنسان يحاول أن يفهم لماذا يموت ؟ لماذا نفقد من نحب ؟ ربما كانت لدينا إجابات من الدين .....لكن نظل نتسآءل عن جدوى هذه الحياة التى سوف تنتهى يوما ما؟