الثلاثاء، 19 أبريل 2011

المعتزلة عباقرة السياسة و الفلسفة فى الاسلام

مثل المعتزلة من وجهة نظرى أكبر فرقة معارضة لنظام الحكم فى العصر العباسى الاول و الثانى ،فلما نجح الامويون و العباسيون من بعدهم من كسر شوكة أتباع على ابن أبى طالب "الشيعة" لم يبقى الا المعتزلة كفرقة معارضة على أساس أيدولوجى وعلى أساس تنظيم.


المهم أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن هذه الفرقة هى التى تمكنت من الزود عن الاسلام ضد كل من حاول أن يفتن المسلمين فى دينهم فى ذلك الوقت ،فكانوا الحصن الحصين ضد الماناوية(أصحاب مذهب مانى) والجبرية و النصارى و اليهود و غيرهم.
كان أصحاب هذه المذاهب يحاولون بشتى الطرق اثارة الشكوك و الظنون من المسلمين فى دينهم عن طريق اثارة مسائل فلسفية لم يكن للمسلمين دراية بها الا المعتزلة الذين درسوا المنطق و الفلسفة اليونانية و استخلصوا اساليبها فى الجدال والرد بالحجة .
يحكى ان ملك السند طلب من هارون الرشيد أن يبعث اليه من يناظره فى الدين فبعث اليه هارون الرشيد قاضيا لا متكلما وكان هارون الرشيد قد منع الجدال فى الدين وحبس علماء الكلام فانتدب ملك السند واحدا من أتباعه ليجادل القاضى فسأل الرجل القاضى:أخبرنى عن معبودك هل هو القادر؟قال نعم ، قال أفهو قادر على أن يخلق قادرا مثله ؟فقال القاضى هذه المسألة من علم الكلام ، وهو بدعة وأصحابنا ينكرونه ،فقال الرجل للملك لقد كنت أعلمتك دينهمز وكتب ملك السند بذلك الى الرشيد فقامت قيامته وضاق صدره و قال أليس لهذا الدين من يناضل عنه؟ فقالوا بلى يا امير المؤمنين،هم الذين نهيتهم عن الجدال فى الدين و جماعة منهم فى الحبس فقال أحضروهم ،فأحضروهم فقال ما تقولون فى هذه المسألة؟فقال صبى من بينهم :هذا السؤال محال لأن المخلوق لا يكون الامحدثا و المحدث لا يكون مثل القديم،فقد استحال أن يقال : يقدر على ان يخلق مثله أو لا يقدر، كما استحال أن يقال يقدران يكون عاجزا أو جاهلا،فقال الرشيد :وجهوا اليه بهذا الصبى ،فقالوا انه لا يؤمن ان سالوه غير هذا ،فقال اختاروا غيره فاختاروا "معمر بن عباد السلمى" وهو من شيوخ المعتزلة فسمم فى الطريق.


هكذا كان المعتزلة يسجنوا جراء ايمانهم بفكرهم و لكنهم كانوا ذودا لهذا الدين ضد انغلاق الفكر و ضيق الافق وضد كل من حاول اثارة الشبهات حول هذا الدين.
من أشهر شيوخ المعتزلة القاضى عبد الجبار و الجاحظ و أبى هذيل العلاف و امامهم الاكبر "واصل بن عطاء" رحمهم الله جميعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق